09-01-2013 09:40 AM
بقلم : نهار الوخيان
لازالت وسائل الإعلام في الاردن مقصرة تقصيرا هائلا ، تجاه شهداء هذا الوطن وخاصة وسائل الإعلام الحكومية ، ففي يوم الجمعة الماضي استضافت الإعلامية لانا القسوس أحد الفنانين ، وقد عرفت عليه بأنه فنان اردني، إلا أنه لايغني باللهجة الاردنية لإنها لاتروق له أو كما قال ( مابتناسب ستايلي ) وقال بأنه لايجد نفسه باللهجة الاردنية وفي لحظتها كم تمنيت لو أن البرنامج استضاف الطفل الحارث صخر الخرابشة ، فهو اسمر البشرة ، ويتقن اللهجة الاردنية ويعشقها ، كما عشق أباه الشهيد صخر الخرابشة تراب هذا الوطن وضحى بنفسه لإنقاذ إحدى القرى الاردنية .
نحن لانخلَد الاشخاص ، فالأشخاص لا يخلًـدون ، ولكن المروءة تخلًد ، والشجاعــــة تؤرخ ويؤرخ لها ، ومن حق هذا الفارس علينا أن نسطَر له سطرأ من ذهب في سجل الابطال بعد ان كتب الشهامة والإيثار بدمه الزكي .
كان كالباز يحلق بكل شموخ وأنفة ، فعيناه تارة ترقبان السماء التي عشقته , وتارة تقبًلان الارض التي طالما عشقها , كان يعلم انه سيموت اذا لم يقفز من طائرته , ولكنه سابق الموت وأغار عليه ؛ لينقذ إحدى القرى الاردنية التي يعشقها، بعد ان أنقذ تلميذه.
لقد خط َ لنفسه صفحة في كتاب الشجعان , فهو يعلم أن الشجاع يموت مرة واحدة فقط وأولئك الجبناء هم من يموتون الف مرة .
كان على موعد مع الشرف والرجولة يوم الثلاثاء الثاني من حزيران عام 2009 عندما القى النظرة الاخيرة على جنبات قريته في وادي الحور،وكان قد تنسم هواء الرميمين في إحدى صباحاته الجميلة ليخرج في إحدى الطلعات التدريبية - فشهيدنا مدرب طيارين في سلاح الجو الملكي الاردني – واثناء الجولة التدريبية حدث خلل فني في الطائرة ، قام على إثره الشهيد بإنقاذ التلميذ بأن أمره أن يقفز قبله من الطائرة ، بعدها صدرت له الاوامر بأن يقفزهو من الطائرة إلا أنه لم يستجب لتلك الأوامر فهو يدرك أنه إذا ترك الطائرة فإنها ستتحطم فوق قرية البويضة في الرمثا ، وبذات الوقت كان يعلم أنه سيلقى حتفه إذا لم يقفز من طائرته ، وفي لحظات اتخذ قراره المصيري بأن يهب حياته للوطن ويتجه بالطائرة الى منطقة خالية من السكان ، وبالفعل وبعد أن أبعد الطائرة عن القرية ، انقضَ على الموت بكل جسارة وإقدام ، لقد ذهب ليلاقي زملائه صقور السماء ورفاق السلاح الشهداء : فراس العجلوني، وموفق السلطي ،وسعيد العبادي وآخرين .
حقا إن لكل امرىء من اسمه نصيب . يا ابا الحارث إن قلبك قوي كالصخر عندما أغرت على الموت لتنقذ زميلك وتلك القرية الاردنية ، وكذا فأن إحساسك مرهف بأن اشفقت على اولئك الذين كانو يلوحون لك بأيديهم عندما تمر طائرتك ، هي كذلك شدة البأس ورهافة الحس .
وإنني عندما أكتب عن الشهيد المقدم(المقدام) الطيار صخر الخرابشة ، فإنني لم أكفه حقه ؛ فقد جاد هو بنفسه وأنا لم أقدم سوى هذا الحبر على الورق ، وكذلك فأنني عندما اتحدث عن ابي الحارث فإنني أعني جميع شهداء سلاح الجو الملكي والقوات المسلحة الاردنية بعد أن قصر الإعلام الاردني في حقهم ،
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-01-2013 09:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |