21-05-2008 04:00 PM
عندما ننظر الآن الى حكوماتنا العربية الحالية نظرة عميقة لا يشوبها الا التأمل بما حالت اليه الآن من زيف وذل وهزيمة ليس لها مثيل على مر الأزمان، نجد أنفسنا ندعو الله عز وجل أن يبيدهم عن بكرة ابيهم، كيف لا وهم الذين يسرقون البلاد وينهبون العباد، ويتبارون بمستقبل الأمة في السر والعلن، عندما نجدهم متحمسون لإزالة حماس وحزب الله من الوجود أكثر من اليهود أنفسهم، وهم الذين تلطخت أياديهم بدماء الفلسطينيين والعراقيين وبالمقابل يرسلون بالسر والعلن برقيات التهنئة للدولة الصهيونية على مرور 60 عاما لقيام دولة اسرائيل الغاصبة بل أكثر من ذلك اذ صارت تضخ الغاز والبترول بأقل من سعر التكلفة بينما غزة غارقة بالظلام وسيارات الاسعاف متوقفة عن نقل ضحايا الغارات الاسرائيلية ومعظمهم من الأطفال بسبب عدم توفر المحروفات . ثم نرى المجرم بوش يؤدي الحجة الأخيرة الى اسرائيل كرئيس للويلات المخربة الأمريكية ويرتل على مسامع العالم أجمع الطقوس التلمودية بولاءه المطلق للدولة اليهودية ويخص بذلك مسامع العرب كونه يقول لهم من تدخل بشؤون اسرائيل سيصب جام غضبه عليه ثم يحط في العواصم العربية وسط الأهازيج والأفراح والرقص وتبادل الهدايا التذكارية ليملي عليهم جداول العمل المسقبلية والتدخلات بالشؤون الداخلية للدولة المضيفة وعقد الصفقات الوهمية التي تدر عليه الأرباح الخيالية من قوت الشعوب المغلوبة على أمرها فنجد تلك الحكومات يخنعون من أجل البقاء ولا هم لهم غير الخمر والجنس والعهر والليالي الحمراء ويراهنون على بقاء اسرائيل ولو على حساب ابادة شعوبهم ونرى المال العام يهرب الى الخارج ومن ثم نجد نواب البرلمانات الذين قادوا الحملات الانتخابية للدفاع عن الفقراء والمساكين وحال دخولهم تحت القبب اذ تحقق نصف الحلم ولا هم لهم غير المكاسب المالية وكسب النفوذ من أصحاب المال والأعمال حتى انهم لا يعودون الى دوائرهم الانتخابية ولا يتصلون بمن انتخبوهم. ثم نرى شعب الكنانة يضرب ويسحق على يد العسكر ولا ذنب له الا أنه خرج ليتظاهر من أجل الرغيف. وعندما نجد السجون قد تحولت الى أوكار للتعذيب والقتل ثم نرى كيف تفككت الأمة من شعب واحد وبلد واحد الى دولات ثم دويلات ثم طوائف ثم جماعات وعصابات موالية ومعارضة شمالي وجنوبي شرقي وغربي مسيحي ومسلم شيعي وسني فلسطيني وأردني خليجي وأجنبي (العرب منهم) وهابي وحنبلي حنفي وشافعي صدري ومالكي وغيرها الكثير وبدأنا نوجه أسلحتنا بوجوه بعضنا البعض والعالم الغربي يتفرج ويشاهدنا نقتل بعضنا البعض ويراهنون علينا كأنهم يشاهدون مباريات مصارعة الديوك اذ جعلتنا هذه الأنظمة مهجنة داخل سيرك كبير ليشاهدنا الآخرون من بعد ويراهنون على غبائنا نعم غبائنا لأننا كشعوب قد أكلنا الطعم اذ بالمقابل نصفق لهذه الأنظمة ونتغنى بشعاراتها التي خدرتنا لعقود وما زلنا مخدرين منها اذ يعتبر العالم العربي أغنى أراضي العالم من ناحية الماء والزراعة والطاقة والبترول والذهب والألماس واليورانيوم وغيرها الكثير من الخيرات التي أنعم الله علينا بها ولكن يعتبر المواطن العربي أفقر شعوب العالم والأكثر اضطهادا ثم نصفق بحرارة لحكوماتناا التي تتبع سياسات التجويع للتركيع لما لا وشعوبنا تربت على الخوف وشبابنا لا يطيقون النظر على صور قتلانا وجرحانا وجوعانا على أفرشة القهر والجوع والقتل الجماعي ولكنهم يتهافتون على صور هيفاء ونانسي وأليسا وغيرهن من العاريات الماجنات لابسين الساحل للكاحل على أنغام ستار أكاديمي الساقط كيف سيتحررون من هذه العبودية الدنيوية والقهر والظلم والاستبداد . أقولها وبكل صراحة فوالله بأن العزة تبدأ بكبرياء رجل يرى الموت أفضل أن يلطخ التاريخ شرفه بالتصفيق لحكومات تسرق ثروات شعوبها وهي تتفرج ولحكومات تنتهك حرمات شعوبها وهي صامتة ولحكومات تجعل شعوبها تقتات من المزابل وهي تستورد غذائها من الخارج فبيوت سلاطين الحكومات أتتها التخمة بينما مزابل الحارات الشعبية وحاوياتها فارغة تماما لبل ريق جوعان يموت جوعا بجانب هذه الحاوية. فكفانا التغني بشعارات هذه الحكومات وبطولاتها الجوفاء وهي لا تستطيع حتى اطعام شعبها وتحرير فقراءئها ومساكينها من لصوص ثبتت عليهم الجريمة وبلغت حق اليقين. فمن أراد أن يصلي في رحاب القدس الشريف فما عليه الا أن يرفع هامته للباري وأن يكف عن الركوع لمن ظلموه والكف عن التغني والتطبيل لهم والعمل الجاد باتجاه وطن واحد وشعبا واحد وعدو واحد والا سيكون مصيرنا الانقراض . واني لأحيي السياسة الايرانية اذ أنها وضعت خطا أحمرا تجاه التدخلات الخارجية بشؤونها الداخلية وعملت بجد واجتهاد لتصل الى ما وصلت اليه الآن ضمن الدول التي لها وزن عظيم في العالم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-05-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |