بقلم : م. محمد الضمور
على إحدى خطوط المواصلات في قرية نائية كان الاعتراض شديدا من أهالي القرية على الباص الوحيد الذي ينقلهم فقد كان بطيئا وسيئا بامتياز إضافة لقدمه فلا يقدم الخدمة المناسبة إضافة أن الطريق التي يسير عليها سيئة... محفرة ومليئة بالمطبات.

تتوزع المقاعد فيه حسب الأهمية والمكانة فمثلا يكون المقعد المجاور للشوفير محجوزا لصاحب القهوة الذي سيمنع بدوره من يجده جالسا في مكانه المخصص دخول القهوة...يليه في المقاعد التي تقع خلف الشوفير مباشرة صاحب الأيادي البيضاء الذي يوزع مساعداته كي يجد مكانه فارغا أو صاحب البقالة أو المخبز أو من يدفع للشوفير أجارا مضاعفا ليجد مقعده بانتظاره باختصار "مال كراسي" ...ويجلس على الصندوق الملاصق للشوفير صاحب حلم سائق المستقبل "الكنترول" يجلس وظهره للتابلو مقابلا ركاب الباص وللعلم عليك تقديم كامل الاحترام له وابرز مهامه مراقبة الركاب وحصر مقدار تذمرهم ومعرفتهم فالسائق يستعمل الطريق الأقصر بالرغم من خطورته وسوءه لان مردوده المالي أكثر ولا ضير إن كان المقعد الملاصق للباب يسارا محجوزا لشيخ الجامع فهو يعطي للباص وقارا وحشمة.

تتوزع بقية المقاعد بين أهل القرية تباعا حسب القوة أو السرعة أو الاحترام حتى الوصول للمقعد الخلفي والأخير صاحب الكراسي الخمسة فدائما ما يجلس فيه مجموعة الزعران من جماعة شوفير الباص ومعارفه تلك التي تسيطر على الباص بأكمله من حيث رفع صوت الراديو أو خفضه ...تغير تردد القناة أو إغلاقها ...تخويف الركاب والسيطرة عليهم ... إضافة لحجز اغلب المقاعد لمعارفهم.

كل هذا كان سببا في تفاقم المشكلة وتطورها وصولا للحد الذي اجبر سكان القرية على مقاطعة الباص وتركه فدفع هذا الحدث مالك الباص لمحاولة حل المشكلة بباص احدث واكبر حجما مكونا من بابين احدهما للشخصيات وأخر للعامة.

مجلس النواب القادم مثل الباص ركابا وسائقا وحجما ...حتى الطريق التي سيسير عليها.

إلى السيد مالك الباص – والملك لله طبعا- لا فائدة ما دام الباص سيسير في نفس الطريق.

M7mad_dmour@yahoo.Com