بقلم :

لن أزيد على ما كتب الجميع . 

كلنا صدمنا من سوء البنية التحتية التي ساهم ضعفها وتهلهلها من غرق عمان في فيضانات مخزية تسببت بكوارث طبيعية وخسائر مادية لا تعد ولا تحصى .

كنا نعتقد في العاصمة عمان على الأقل أننا نملك بنية تحتية من شوارع وأنفاق وتصريف مياه وكوادر مجهزة نستطيع بها أن نواجه إعصار تسونامي ، ولطالما ضحكنا في داخلنا على المجتمع الأمريكي الذي وقف عاجزاً عن مواجهة إعصار تسونامي وكتبنا ساخرين " لماذا لا تبتعث لهم أمانة عمان جزءاً من كوادرها المدرب كي تخفض وطأة الإعصار وتساعد أهالي نيوجيرزي واوكلاهوما والينوي وبنسلفانيا وتينسي في محنتهم.

اليوم .. لم يعد هذا الكلام موجوداً ، فقد خذلتنا كوادر أمانة عمان وكوادر وزارة الأشغال العامة التي وقفت عاجزة مذهولة أمام الأمطار التي نسميها مجازاً فيضانات بينما تسمى في امريكا نزهة مطرية .

لم أشعر بالقرف في حياتي إلا عندما لا يعترف المسؤول بخطأه ؟.

بالأمس مثلاً استضافت الزميلة عبير الزبن ثلاثة من المسؤولين.. أحدهم من أمانة عمان كاد أن يخرجني عن صوابي فأحطم إحدى شاشات التلفزيون في المنزل .

قال ما حرفه : احنا مش متعودين تمطر عنا ثلاث أيام ورا بعض بهاي الكمية ؟
الجواب: ليش حضرتك بتشتري بندوره من عند الخضرجي لحتى تحدد الكميه.

الأدهى والأمر أن "الأخ " .. لم أستطع أن أعرف إسمه لأنه لم يرد في الشريط حمل مسؤولية الفياضانات التي غمرت أنفاق عمان للمواطن نفسه .

يقول حضرته ما معناه أن الأتربة المنجرفة الناتجة عن عمليات البناء هي التي ساهمت في انغلاق شبكة الصرف الصحي في أنفاق العاصمة ؟!

أنا أتحداه وأريد أن أخرج معه في جولة ليدلني على عمليات البناء على الاقل في شارعي وصفي التل " الجاردنز" والمدينة المنورة التي اغلقت هاذين النفقين على الأقل ؟

ياجماعة ارحموا عقولنا .. بكفي .

أول من أمس أيضاً خرج علينا أمين عام وزارة الأشغال سامي هلسه ليقول بأن شبكة الصرف الصحي صممت لإستيعاب تدفق متوسط من المياه ؟

الجواب : هل يعقل أن ندفع من ميزانية الدولة مئات الملايين ، لا بل مليارات الدنانير التي دفعت من جيوبنا لتخرج علينا وتقول هذا الكلام ؟

لماذا لم تحسب الدولة حسابها لمثل هذه الكوارث ؟

هل من المعقول أن نخسر مئات الملايين في ثلاثة أيام لمجرد أن وزارة الأشغال صممت شبكة الصرف الصحي لإستيعاب تدفق متوسط من المياه .
بالله شو ؟؟
الله أكبر !!

إذا ... يبدو واضحاً أن الأمور تتجه كالعادة كي يخرج منها الكبار ويتحملها الصغار ؟!

لن أستغرب إذا ما تم تشكيل لجنة تحقيق تسفر عن تحمل عامل مقسم أمانة عمان المسؤولية والمطالبة بإعدامه ؟

ولن أستغرب إذا ما قام وزير الأشغال بفصل العامل " عقبه " المسؤول عن مفتاح كراج سيارة معاليه الذي كان يزور رام الله مغلق به المصعد نتيجة دعوات الأردنيات ؟!

لم يتحمل المصعد هذه الدعوات ... فوقف لأنه أدرك انه يحل في جنباته وزيراً كان من المفترض أن يتواجد في بلده وهو يعرف أن البلاد مقدمة على عاصفة بهذا الحجم ؟!

ماذا نطالب ؟

بالشفافية وبالتحقيق المستعجل وبتقديم الرؤوس الكبيرة للقضاء كي تكون عبرة لغيرها ؟!

وغير ذلك نقول .. على الدنيا السلام ؟

خائن .. خائن .. خائن

من لم يقف إجلالاً لقواتنا المسلحة والامن العام وقوات الدرك والدفاع المدني الذين " ستروا عيوبنا " وأنقذوا أمهاتنا وأطفالنا وفتحوا الطرق للعجزه وقدموا الخبز للمحتاجين في محافظاتنا الابيه التي ما زالت تعاني الامرين من ثلوج العاصفه ؟!

أنا إبن المعسكر الذي يقف إجلالاً كلما شاهد شعار الجيش العربي ويصفوا إطمئناناً كلما تحرك هذا الشعار من ثكناته ليقول للفاسدين .. كفوا عن فسادكم ؟!

اللهم احصي الفاسدين في بلدي عدداً .. ولا تغادر منهم أحداً ..

اللهم آمين .. اللهم آمين ؟!
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com