حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25822

قرية " باب الشمس "

قرية " باب الشمس "

قرية " باب الشمس "

13-01-2013 10:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.امديرس القادري
هذه هي السطور الأولى التي نكتبها منذ الدخول الزمني إلى مشارف العام الجديد ، وهكذا ، فقد وجدنا الفرصة سانحة ومناسبة لمراجعة كل ما كتبناه خلال العام السابق الذي مضى وانقضى ، في الملف الخاص وجدت أمامي قرابة المائة مقال ، وكم كان مثلجا ومريحا للصدر أن يكون للهم الفلسطيني منها حصة الأسد ، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أننا كنا بعيدين عن متابعة الهموم العربية والإسلامية الأخرى ، فالشمولية في رصد ومواكبة الحدث هي الأساس الذي يتيح للفكرة الإمكانية لكي تولد على السطور فتنساب كلماتها من عقل وقلم صاحبها وكاتبها .
فلسطين القضية ستبقى أول الرصاص وأول الكلام ، وهذا الواقع لن يتبدل مهما عصفت به العواصف أو دارت عليه الدوائر ، فلا ثبات ولا إستقرار في هذه المنطقة العربية حتى تتحرر فلسطين كاملة وغير منقوصة وتعود إلى أصحابها الشرعيين ، ولن يكون للعرب والمسلمين أي مستقبل يذكر على هذه الأرض حتى يتم كنس الإحتلال الصهيوني تماما عن تراب فلسطين ، فهذه هي المقدمة الضرورية والطبيعية لتطهير المنطقة من هذا النجس والدنس ، وهذا فقط هوالكفيل بعودة الحياة الحرة والكريمة لكل القاطنين على هذه الأرض الممتدة من الخليج وحتى المحيط .
الصهيونية والداعمين لمشروعها الإستعماري هم العدو المشترك لكل شعوب المنطقة ، وبدون التوحد على راية مقاومتها وتخليص المنطقة من شرورها فلن يهنأ قطر عربي واحد بطعم الحرية والإستقلال ، هذا قدرومكتوب ، ولا بد من مواجهته وبغض النظر عن الهموم الداخلية لهذا البلد أو ذاك ، الصهيونية خطر يتهدد الجميع وبلا إستثناء ، وعلى الجميع الإستعداد لخوض المعركة معها مهما طال الزمان أو قصر ، وهذه هي الترجمة البسيطة لحقيقة أن فلسطين وخلاصها من الإحتلال يجب أن يظل هاجس العرب والمسلمين الأول ، وكل من يحيد عن ذلك هو في عداد الهالكين مهما حاول الإبتعاد أو التنصل أو حتى التآمر على هذه الحقيقة .
في العام الماضي انتصرت على أرض غزة بندقية المقاومة الموحدة وفشل العدوان الصهيوني وتراجع واندحر ، واستطاعت سلطة رام الله الحصول على مرتبة العضو المراقب لدولة فلسطين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، واحتفلت بعض الفصائل والحركات كالجبهة الشعبية ، وحماس ، وفتح بذكرى التأسيس والإنطلاقة وسخرت من أجل ذلك أقصى ما لديها من طاقات وإمكانيات ، وأصدر الرئيس أبو مازن وقبل أن يغادر إلى القاهرة لمتابعة ملف المصالحة وإنهاء الإنقسام مرسوم يقضي بإعتماد اسم " دولة فلسطين " على جميع معاملات السلطة الداخلية والخارجية من جوازات السفر وحتى الطوابع البريدية ، وبالرغم من تهديد حكومة نتنياهو برفض التعامل مع كل ورقة يمكن أن يوضع عليها ذلك ، وهذا بطبيعة الحال سيخلق مشكلة بين الطرفين في كل ما يتعلق بقضايا التنسيق الأمني المشترك والذي على أساسه تتحدد مسبقا كل أشكال التعاون والتفاهم حتى التصريح الذي يغادر بموجبه الرئيس أبو مازن رام الله .
المفاوضات " ربما " تكون معطلة بين السلطة والكيان الصهيوني ، والسلام أصبح في خبر كان، وشعار الدولتان يعاني من كل أشكال التصدع والإنهيار ، والأزمة المالية باتت تلتف كجبل المشنقة حول رقبة حكومة سلام فياض الذي قد يعلن الإفلاس في أية لحظة ، والرئيس أبو مازن هدد حكومة نتنياهو بالذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا ما باشرت البناء الإستيطاني على أراضي المنطقة المسماة " إي 1 " شرق القدس ، وعلى إعتبار أن هذه الأرض التي تبلغ مساحتها حوالي 13 كم هي أرض فلسطينية يريد العدو الصهيوني مصادرتها وإقامة 4000 وحدة إستيطنية جديدة عليها .
في سابقة قد تكون الأولى من نوعها ، ومن باب الرد الشعبي الفلسطيني على جرائم الإستيطان ، فقد أقدم المئات من المواطنين الذين توافدوا من كافة المحافظات الفلسطينية على التجمع فوق هذه الأرض المسماة " إي 1 " ونصبوا خيامهم إعلانا عن إقامة قرية فلسطينية جديدة فوقها وأطلقوا عليها اسم " باب الشمس " وأعلنوا في بيان صادر عنهم : " نعلن نحن ، أبناء فلسطين ، من كافة أرجائها ، عن إقامة قرية ( باب الشمس ) بقرار من الشعب الفلسطيني ، وبلا تصاريح من الإحتلال ، وبلا إذن من أحد ، لأنها أرضنا ومن حقنا إعمارها " .
إن قرار إقامة قرية ( باب الشمس ) هوالرد الأول والطبيعي على إستمرار جرائم الإستيطان والإستعمار الصهيوني على أرضنا الفلسطينية ، هذا ما جاء أيضا في البيان الصادر عن المجتمعين ، والذين أكدوا كذلك على أنهم مجموعات تؤمن بالفعل والمقاومة ، وأن القرية ستصمد إلى حين تثبيت حق أصحاب الأرض على أراضيهم ، وأضاف البيان أن اسم القرية مستوحى من رواية " باب الشمس " للكاتب اللبناني إلياس خوري ، والرواية تتحدث عن التاريخ والحق الفلسطيني ، وتروي قصة البطل يونس الذي رحل لكي يلتحق بالمقاومة في لبنان تاركا خلفه زوجته التي أصرت على البقاء في قريتها بالجليل ، ثم وبعد سنوات يتسلل يونس إلى الجليل ويقابل زوجته في مغارة " باب الشمس " وتنجب منه أما هو فيعود لمواصلة المقاومة في لبنان .
" باب الشمس " هو الفعل الشعبي الفسطيني الجديد الذي ننطلق من خلاله لنتابع الكتابة عن مستجدات هذا العام الجديد إذا ما كتب الله لنا الحياة ، فباب الشمس قد يكون بابا صغيرا ومتواضعا نحو الحرية والصمود والإستعداد للمقاومة ، وقد يكون مرشحا للإتساع ليصبح بابا من أبواب العودة بالرغم من كل الجرائم العنصرية الصهيونية التي يتم إرتكابها وسط صمت المجتمع الدولي المنحاز لها ولكل إنتهاكاتها ، ما نرجوه هو أن يصل شعاع ولو بسيط من الشمس التي أشرقت على أرض " إي 1 " إلى القادة المجتمعين في القاهرة خلف الأبواب المغلقة بهدف البحث عن مسرحية مصالحة جديدة ، وعلى أمل أن ينير لهم عتمة لياليهم ، وفلسطين دائما وراء القصد .








طباعة
  • المشاهدات: 25822
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-01-2013 10:00 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم