13-01-2013 10:04 AM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
كثر الحديث عن أهميّة الإنتخابات القادمة وما سيترتب عليها ، وأصبح الجميع منّا على علم ودراية بما حققته المجالس الرّاحلة ، والتي على الرّغم من التّشريعات التي وضعتها ، ولربّما قضايا الفساد التي ناقشتها لم تكن ملبية لما يريد مجمع المواطنين من إصلاحات أكبر وأبعاد أعمق ، وبذات الوقت يؤسفنا انحرافها عن مسارها ونهجها بوصولها من الدّفاع عن الصّالح العام للدافع عن جيب النّائب ومصالحه الذّاتية وطلب الحصانة الدبلوماسيّة والمزيد من الإمتيازات الشّخصيّة .
لا أريد التّطرق إلى ما مضى وحدث ، فهو انقضى وولّى ، ولكنّه خلّف نتائج وآثار ، فالذي نريده هو تدارك الآثار المتراكمة ، والأخطاء المتلاحقة التي أوصلتنا إلى غرق الميزانيّة وارتفاع المديونيّة وما نجم من آثار اقتصاديّة .
سئمنا من القول الشّهير والذي ينادي بضعف الإمكانات وقلّة الموارد المتاحة والثّروات ، ونريد التّجاوز عن هذا القول دون البعد عن الحقائق والوقائع ، لنصل من الأقوال إلى الأفعال ، ومن الأمنيات والتّطلعات إلى تحقيق الآمال والمنجزات ، فما نريده هو استغلال ما أوتينا من طاقات ، وما وجد في بلادنا من خيرات ، فهي موجودة ولكنّها إمّا مدفونة أو خصخصت لأصحاب الإستثمارات ، أو أصابها الإنحطاط والفساد ، وهنا دور المجلس القادم بالعمل الفعلي على الكشف والتقرير ، وعلى صنع المصير ، وإعادة الأمور إلى نصابها ، والمسير على طريق مستقيم.
منخفض جويّ عميق غمر المملكة بالخيرات على الرغم من آثاره التي أضرّت بالكثيرين من الأشخاص والجمادات ، فأمّا الأشخاص فيحمدون الله دائما في السّراء وفي الضّراء ، وأمّا الجمادات فقد سار بعضها إلى الهلاك والتحطيم وحدث لها التهشيم والتّكسير .
في بداية المنخفض تعرّضنا إلى رياح عاتية اقتلعت الكثير من اللافتات والشّعارات التي أغرقت الشّوراع والإشارات ، فهي أحزنتني لأنّها أصابت الكثيرين بالسّقم ، وأبهجتني لأنني أرى أنّ العديد من المرشحين تجاوز الحدّ الطبيعي بدعايته الإنتخابية ،وكأنّ الأفضل هو من عدد لافتاته أكبر وأكثر .
من ليس بقادر على حفظ ماله واستغلاله بشكل سليم سيغدو غير قادر على حفظ مال الشّعب الكريم ، فمن اعتقد أنّ الشّعب مسكين جاهل ، ومن ظنّ أنّ الشّعب سينقاد إلى الكلمات الجميلة لا يعلم واقع الحال ، فهذه المرّة – على الرّغم أنّني في العشرين من عمري – إلى أنّني ومن خلال مراقبتي لما مضى أرى واقعا مختلفا عمّا أدبر وانقضى .
صوتك أمانة في عنقك ، أحسن الإختيار ، ولعلّي أرجوك بوجوب الإختيار الصّحيح ، لأنّ هذه الدّورة مختلفة عن كلّ ما عاصرنا من دورات ، فإمّا نهوض من جديد ، وإمّا هبوط أكثر من الإنحدار ، واختر ما تريد ، واختر أنت ما تريد .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-01-2013 10:04 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |