بقلم : إياس المطارنة
قبل خوض غمار العرس الانتخابي الذي بدأ العد التنازلي لبدئه ينتابني خوف على وطني ، خوف ينبع من نتائج هذه الانتخابات وما الذي سيترتب عليها من تشكيل حكومة برلمانية تقود زمام الأمور في هذه الفترة العصيبة التي يعيشها الوطن بشكل خاص ودول الجوار بشكل عام .

وأنا أتأمل القوائم الانتخابية للدائرة العامة اجتاحني تساؤل مخيف مريب وهو : يا ترى ما الذي يضمن لنا أن معظم هذه القوائم لا ترجع إلى شخص معين أو تجمع ما يرأسه أقطاب الفساد أو على الأقل رؤساء هذه القوائم الذين يتحلون بالفرصة الكبرى للفوز بالمقعد البرلماني ، وبالتالي وجود أغلبية برلمانية لهذا التجمع الفاسد الذي سيشكل الحكومة القادمة !! ؟؟

كان من الأحرى والأجدر بالهيئة المستقلة للانتخابات أن تشترط في هذه القوائم أن تكون حزبية بحتة ، نعترف أننا إلى الآن لا نملك أحزاب قوية تلامس مشاعر الشارع ، ذات شعبية وأهداف وطنية ، ولكن لو تمت عملية المقارنة بين خطورة الوضع الحالي واشتراط القوائم الحزبية لوجدنا أن القوائم الحزبية أقل خطورة وفي نفس الوقت تكون بداية لتشكيل أحزاب وطنية في المستقبل تطمح رغما عنها لخدمة الوطن والمواطن لتكسب تأييد الشارع لها وتحصد بالتالي أغلبية برلمانية في الانتخابات التي ستأتي بعد الانتخابات المقبلة .


القادم أفضل بإذن الله وعلى الرغم من كل ما مضى تبقى جهود الهيئة المستقلة للانتخابات مشكورة جدا – على الأقل إلى الآن – علينا جميعا أن نقف إلى جانب الوطن في هذه المرحلة الحساسة جدا ، وأن نتحرى جيدا قبل أن ندلي بأصواتنا ، وكما يقول المثل الشعبي : ( إلي بجرب المجرب عقله مخرب ! ) ، الوطن أثمن وأغلى من أي مال سياسي ، أو إرضاء سواء للعشيرة أو الصداقة ، هذا ما يقوله العقل الناضج ، وهذا هو نداء الوطن .