14-01-2013 01:13 PM
بقلم : ربحي شعث
هاهو الشتاء يحلّ على وطننا الشرق أوسطي.. لكنه هذه السنة يحمل معه مفتاحاً آخر يكشف فيه قناع كل من ينادي بالإنسانية, وبان المرج قبل ذوبان الثلج بعدما حلّ على النازحين السوريين والفلسطينيين مأساة بحجم العواصف التي ضربت البلدان العربية, ضربتنا تلك العواصف كما ضربتنا عواصف التخاذل واللامبالاة العالمية تجاه الجسد والدم العربي والإسلامي فأصابت شبه المخيمات التي يقطن أغلبها النساء والأطفال والشيوخ, مخيمات لا تقل ألماً عن أسوأ معتقلات الأنظمة الفاشية المستبدة بعدما أجبرهم العنف العسكري الذي مارسه ويمارسه نظام الأسد طوال السنتين الماضيتين.
لقد إمتدت معاناة النازحين الفلسطينيين والسوريين من سورية عبر مختلف الفصول إلى ان وصلت إلى هذه المرحلة التي حذّرنا منها مسبقاً في كل خطاب ومقال.. لقد حذّرنا كل من إدعى الإنسانية وحقوقها من فصل الشتاء الذي قدم من دون جدوى, وإقتصر الدعم أمام الكاميرات فقط من بعض الشخصيات الذي إنتهى دورهم بعدما أتحفونا بعد زياراتهم للمخيمات بإلتقاط الصور المؤثرة وإلقاء الكلمات العاطفية.
لقد شاهدنا الكارثة بأم أعيننا وهي تنال من المواطنيين النازحيين في البلدان المجاورة وماتحرك إلا الإعلام سعياً منه لسبق صحفي وخبر إعلامي فريد بين الوحول وهناك آخر من يحاول إلتقاط صورة كي ينافس بها كأفضل صورة فيما إنشغل الآخرين بالنيل من هذه الجماعة وهذا الحزب وتحضّر البعض بترسانته العسكرية كي ينقذ صحافياً في الصومال ومصالحه في مالي. إنها كارثة صوّرت حجم المعاناة والمأساة التي حلّت على من هرب من جحيم النار ليصيبه جحيم البرد والمرض, فلم تجدي نفعاً معونات الأقمشة من السعودية ولا بطانيات الأردن ولا أدوية تركيا ولا مال الأصدقاء الذي لم يصل أغلبه.
إنها حقّاً الإنتفاضة الفاضحة التي فضحت الجميع.. فضحت الأنظمة والأمم وعلماء الدين والمنظمات الحقوقية والمدنية والإعلام والصحافة والتنسيقيات والهيئات.. الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام لم يتوقف قلقه من إنقسام سورية ولم يلتفت جدياً أبداً لما يحصل للشعب نفسه في الداخل والخارج المُقسّمة أجساده , وهاهو وزير خارجية فرنسا يصرّح قبل أيام بأن لبنان يواجه مشكلة من جراء تزايد عدد النازحين من سورية ولم يطرح حلّاً لمشكلة النزوح نفسها ولا إلى معاناة النازحين, بل تحركت قطعه العسكرية البرية والجوية في مالي لشن هجوم على مئات من المسلحين هناك. وبمناسبة الضربة الجوية الفرنسية لمالي أتسائل, ألا تخجل الأنظمة العربية وهي تراقب التحركات الفرنسية العسكرية من أجل تحرير صحفي فرنسي في الصومال وبمشاركة قوات أفريقية من أجل مئات من المتطرفين في مالي ؟؟
الدول المستضيفة قبضت المال ثمن قطعة أرض قاحلة صيفا وموحلة شتاءاً تصل فيها درجات الحرارة ماتقارب درجة حرارة دم الأنظمة "مادون الصفر" ولا تصلح حتى للمرور قربها وأخرى تفتقر للبنية التحتية في ظل شعب يدفع ثمن الحرية التي تخشى تلك الأنظمة أن تصل إليهم.
نحن ننتظر الجهود الجدية والحقيقية العاجلة لإيجاد الحلول الفورية لمساعدة اللاجئين خاصة في الأردن ولبنان, وندعوا الشعوب العربية التي إتخذت الصمت سبيلاً لتحقيق أمنها ونيل كرامتها أن تجرب أضعف الإيمان في التحرك لمساعدة الأخوة من الشعوب المتألمة التي تشتكي أعضائها كلها.. أما " الأصدقاء" فيكفينا أن تزيد قناعتنا أنهم جزء من آلة التدمير التي تطال سورية على أيدي نظام الأسد وروسيا وإيران.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-01-2013 01:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |