17-01-2013 03:11 PM
سرايا - سرايا - في عام 1945 أثناء عمله بقسم الحسابات باستديو مصر، وبحكم قربه من ذلك العالم الذي يهواه «عالم الفن والسينما»، جاءته مكالمة تليفونية من المخرج كامل التلمساني يرشحه فيها لدور البطولة الأولى في أول فيلم من إنتاجه «السوق السوداء»، وبالطبع لم يصدق الفنان عماد حمدي نفسه ووافق على الفور وبدون تردد، حيث اختاره كوجه مصري صميم يريد تقديمه للمرة الأولى كبطل للفيلم، بعد مشاركته بدور ثانوي في فيلم «عايدة» مع أم كلثوم وسليمان نجيب عام 1942.
وبأجر لا يتعدى المائتي جنيه دخل عماد استديو مصر كبطل للمرة الأولى، وتم التصوير على خير ما يرام، غير أنه عند العرض الأول ذهب مع أبطال الفيلم عقيلة راتب وثريا حلمي إلى دار السينما، وكان خائفاً بشدة من نتيجة التجربة الأولى التي ستحدد ما إذا كان سيستمر في هذا الطريق أم لا، وانتهى العرض ووقف عماد يرقب ردود فعل الجماهير أمام الدار وحدث ما كان لا يحسب له حساب.
الجماهير كانت تهتف بغضب «سينما أونطه.. هاتو فلوسنا» وهنا لم يتمالك نفسه وفكر في الخروج من الباب الخلفي، ولما أدرك أنهم يحيطون بجميع مخارج السينما، لم يجد مكاناً يختفي فيه سوى «دورة المياه» حتى انصرف الجمهور الثائر، وهكذا سقط أول أفلام جان السينما المصرية، ولكنه بعد عدة أيام فوجئ بأن الفيلم هو الذي سقط وليس هو، فالنقاد هاجموا السيناريو والمخرج وأشادوا به كثيراً وأكدوا أنه وجه جديد يُبشر بالخير وأن الجماهير أحبته كثيراً وتعاطفت معه، وهكذا بات عماد مشهوراً.
بدأ المخرجون يرشحون عماد حمدي لأفلامهم، وفي مقدمتهم كان مخرج الواقعية صلاح أبوسيف عام 1946 بفيلم «دايماً في قلبي» مع عقيلة راتب أيضاً، وفي هذه المرة عندما عُرض هذا الفيلم، صفقت له الجماهير، ونجح الفيلم نجاحاً كبيراً وأشاد به النقاد، وانطلق بعدها عماد حمدي في عالم الفن والنجومية.