بقلم : نداء حمدي عيد الشويخ
نحن نقترب من موعد الاستحقاق الدستوري الذي لا تفصلنا عنه سوى بضعة ايام لنتوجه بعدها واضعين أوراقا مطوية في صناديق مغلقة ستفتح مع فرزها مرحلة جديدة في حياتنا كأردنيين ....مرحلة ترسم اول خط في عملية الاصلاح المطلوب
ساقول لكم باختصار لماذا اكتب هذه المقالة مشددة على موقفي من التوجه لصندوق الاقتراع
لان ابن اخي الصغير ذو الشهور الستة كان يلعب ويحبو ويكبر امام ناظر والديه حتى أصابه عارض بسيط أدخل على أثره مستشفى هيا العسكري في العقبة
استقبله طبيب طوارئ مشخصا إياه بطريقة خاطئة
حالة ابن اخي كانت تستلزم طبيب أعصاب لكن لا يوجد مختص فاستلمه طبيب الأطفال الذي حول جسد ابن اخي لمختبر تجارب استصرخنا لتحويله لعمان لكن ما زال الطفل يتنفس فلا داعي لتحويله ولم نتذكر الكلمة السحرية
(الواسطة) الا بعد أن أخطأ الطبيب غير المختص بحالته في علاجه وتطورت حالة الصغير حتى دخلت في المجهول وها هو يصارع المرض منذ أربعة شهور في المدينة الطبية
الأخطاء الطبية وغياب التخصصات وعدم وجود مستشفى حكومي جعلتنا نقف امام كلمة الراحل المغفور له جلالة الملك الحسين عندما قال (الانسان أغلى ما نملك) تعاقبت المجالس وتتالى النواب ومشاكلنا الصحية تتفاقم مع غياب من صوتنا لهم ليمثلونا
ونتذكر القول المأثور (اذا أصلحت مدرسة أصلحت أمة) لكن شبابنا ضاع بوجود مدارسنا الهشة وبوجود سياسية تعليمية غير صارمة فالتسرب اولى خطوات الضياع والدمار لشبابنا الذي يعول عليهم جلالة الملك دوما ويعتبرهم ذراعه الأيمن
فلديك ثلاث خيارات في المدارس الحكومية لابنك اما مدرسة مكتظة يرافقها دروس خصوصية او تسرب وامية او مدارس خاصة باقساط فلكية
هذه المشاكل في الواقع التعليمي
نحن مقبلون على مرحلة لا نطالب فيها نوابنا بمحاكمة الفساد
نحن مقبلون على غلاء كهرباء وغلاء معيشة وقلة وظائف ولا زلنا نصارع قرار رفع النفط وجرة الغاز
ولا يزال أثر الصفعة التي اعطانا إياها النواب في المجلس الماضي لا يزال أثرها واضحا على جيوبنا وبيوتنا
فقانون المالكين والمستأجرين الجديد وهو قانون الاخلاء القسري غير العادل مر من خلال المجلس الذي شغل نفسه بالصراخ في وجه الفساد ولم يتسرجع قرشا واحدا فهذا الانجاز الذي قدمه لنا نوابنا السابقين لم يكن الوحيد
بل قرروا لانفسهم رواتب تقاعدية خيالية لانهم حضروا عدة جلسات متفرقة باسم الشعب وحتى يدعموا رواتبهم وسفرهم امتصوا من قوتنا ومن دمائنا حتى عاد الاردني للبحث عن الدفء بواسطة المنقل والحطب
وهناك مثال اخر عندما اراد الملك سكنا كريما لعيش كريم
وكان المشروع لكن خيب ظن جلالته عندما كان المشروع جحيما
فلا السكن كريم ولا طريقة أخذه كريمة بل رهنت حكومتنا الرشيدة اعمارنا للبنوك وتم اقفال ملف المشروع في المجلس الماضي لعدم وجود شبهة فساد
مع تعاقب البرلمانات التي ترفع شعارها البالي لا لغلاء الاسعار عاد الاردني ليأكل المنسف على اللحم المستورد والدجاج بعد ان صدحت اغانينا منذ سنوات(منسف عجاج ما ينفع اردنية بدهم منسف باللحمة البلدية) وما دمنا على نفس الوتيرة ولم نمحص قبل ان نختار فنحن (لا سمح الله سنحرم الخبز حتى )
لكننا مع سن انظمة يومية تطالب بان اتدفأ على الحطب لكي ادفع فاتورة كهرباء وزرائنا وان اقضي وابنائي العيد في المنزل يقضي زوجي العيد يعمل لادفع تكلفة رحلة نائب وعائلته لاوروبا وان اركب الباص في التنقل لادفع ثمن بنزين مركبة مسؤول؟؟؟؟ من قانون يرفع علي الضريبة ويرغمني بدفع الضريبة عشر مرات ليعفي الوزير والنائب من الضرائب
ادفع من قوت اولادي راتب نائب ليغيب عن جلسة او يحضرها ليصوت فيها ويسن تشريع يخرجني من بيتي الواسع لعلبة سردين كي يتوسع هو في بيته ساقول لا
ومع ظل اصرار الحكومات على الاعتماد على جيوبنا الضعيفة لتسدد رواتب وزارئها الحالين والمتقاعدين سأقول لا
فهم يقولون لا للفساد ونحن نقول لا لغيابكم ولن ندفع بعد اليوم فاتورة فسادكم ....فهل تعلمون ان غياب النائب دون عذر عن الجلسات فساد؟؟؟
وهم يقولون لا لغلاء المعيشة ونحن نقول افهموا دوركم فلو فهم النائب ان دوره خطير في كبح جماح الحكومات من ان تتغول علينا لم كنا بكل هذا القهر وبكل هذا الغلاء
وما هو اخطر ان جلالة الملك في احدث ورقة نقاشية لنظرته حول الاصلاح سيكلف البرلمان القادم بالتشاور لتشكيل الحكومة ويأمل بان يكون النواب من النضج والصدق والحرص على مصلحة الوطن والمواطن بان يستطيعوا ان يدخلوا بنا الى هذه المرحلة الدقيقة من التطور النوعي في مسيرة الاصلاح

لن اطيل عليكم فهمومنا كثيرة والتحدث عنها قد يمتد لساعات بل لايام لانه كل ما تعاقبت المجالس زادت الهموم ولم تنقص
لكنني ساذكركم بان المرحلة القادمة بحاجة لخبرة في الحياة التي نحياها بحاجة لثبات موقف وفهم للحال بحاجة لشبكة كبيرة تدعم النائب بحاجة لان نكون سوية
فعزوف شبابنا عن الزواج مع غلاء السكن والمعيشة وهشاشة الراتب وقلة الوظائف الكريمة ستؤدي الى خلل مجتمعي
ارسموا لنا المستقبل من احلامنا
حلم خالتي بان يتوظف ابنها
وحلم عمتي بان يتزوج ابنها
وحلم جارتنا بان يدرس ابنها في جامعة دون ان يقسم ظهرها
حلم اخي بان يتوفر طبيب اعصاب في العقبة
وحلم صديقتي ان يتجنس ابنائها
كم وكم من الاحلام التي وان كانت في مخليتنا احلاما فهي في دول اخرى ابسط الحقوق التي لا يطلبها المواطن بل هي ابسط المسلمات
فنعم لنشارك في الانتخابات
نعم لنغير من انفسنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا