بقلم : أحمد محمود سعيد

بعد ان فرغ من عمله على محطّات البنزين والكاز والسولار وبعد ان مرّت اعتى موجة برد وثلج هذا العام بغير سلام تذكّر صاحبنا ان هناك وسائل لا يستغني عنها المواطن وهي باب رزق يجب ان يُطرق وكما قال عن اسعار الوقود انها إذا لم يُرفع عنها الدعم فإنّ الدولة الاردنيّة ستنهار أمّا بخصوص النور الذي نستنير به ونحتفظ في البرّادات بالاكل وإن كان خبز وزعتر وماء فقد كان كلاما واضحا صريحا ليس فيه تأويل لانه على عجل فقد اقترب الاستحقاق بالرحيل فقال إذا لم تُرفع اسعار الكهرباء فإنّ الحكومة الاردنيّة ستفلس وانا ازيد بان اتسائل وهل يُشهر افلاسها لا سمح الله ام ماذا ؟؟؟؟
يا للعجب بلد يُبنى منذ اكثر من تسعون عاما وما زال البناء مستمرّا بالرغم من الفساد والنهب والصدأ الذي اعترى بعض العقول والخوف الذي ملأ بعض القلوب والشكّْ الذي خيّم على بعض النفوس ولكن السواعد ما وهنت والزنود ما كلّت بل وما زال البناء مستمرْ فهل يُعقل ان تدمّر من عدم رفع الدعم عن الكاز وغيره او عدم رفع اسعار استهلاك الكهرباء فهل هي دولة من ورق ام هي مكعبات مركّبة تركيب !!!!!
الاردن دولة لكل الاردنيّون بقيادتهم الهاشميّة دولة للبقاء وليست للفناء دولة رخاء وليس عناء دولة ذكاء وليس غباء دولة صدق وليس رياء دولة توحد وليس جفاء دولة للأمام وليس للوراء دولة تسامح وليس للبغضاء دولة ليست منغلقة بل هي منفتحة للفضاء بلد جدّيّة وليست هراء بلد تلد العلماء وليس الجهلاء بلد حاضنة لأهلها وليس للدخلاء بلد يحب المخلصين ويكره العملاء بلد احتضن الكثير من الادباء والعظماء بلد نشر العون وبالعروة الوثقى كانوا عصماء .
فلا تعتقدنّ ايها الجابي ان دولتك الكبيرة هي دولة من ورق تنهزّ مع الريح او تنهار مع العواصف مهما رفعت من اسعار ايّها الجابي سنبقى واقفين حتّى لو عراة جوعى فلن نغادر الى حيث تريد فكما صمدنا في وجه عامل محطّة الوقود وليس ذلك من اجل الفتات الذي منحته الدولة وانما لاننا لا نستطيع فقد الصقت الطبيعة والمحبّة ارجلنا بالارض بصمغ لا يمكن ان تنفصم عراها فنم ليلك الطويل ولا تفكّر ان نكون لاجئين او نا زحين في بلاد اخرى فلاردنيّون لن يقبلوا بغير ثرى الاردن موئلا ولا بغير الهاشميين قيادة ذلك هو القدر الذي ارتضيناه ولن نقبل غيره .
فإذا كانت دولتك ايها الجابي من ورق وكرتون وإن كان مقوّى ويصبر لفترة قصيرة حتّى وإن صادف يوم ميلادك عطلة رسميّة فكل عام وانت بخير واطال الله عمرك ولكننا نحن غير ذلك فدولة الاردن من عز وفخار وحب وانتماء وهي دائمة بإذن الله وبقيادة من يتبعون اهل البيت ويتشرّفون بنسب رسوله العظيم الذي نحتفي بذكرى مولده الشريف هذه الايام .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وكل عام وانتم بخير .