19-01-2013 09:29 AM
بقلم :
في ظل الصراع الناعم للاستقطاب السياسي ، تتناوش الاحزاب الاسرائيلية وزعماؤها البرامج الانتخابية ، ويزايدون لكسب اصوات الناخبين الاسرائيليين في الجولة القادمة لدخول الكنيست ، التي ستجري يوم 22 كانون ثاني 2013
اذ تظهر تسيفي لفني رئيسة حزب هتنوعاه ( الحركة) ،الذي شكلته حديثا ، انها تحذر من تحالف الليكود بزعامة نتيناهو مع كل من حركة شاس ( حزب المتدينين الشرقيين) وحزب البيت الهودي ، بانه يشكل عاصفة في وجه الصهيونية ، محذرة ايضا ، من التوصل إلى اتفاق مع الاحزاب المتطرفة التي تفضل حسب برنامجها الانتخابي الارض الكاملة على دولة يهودية ، وان ثمة مجموعات متطرفة اخرى تريد تحويل اسرائيل إلى دولة (شريعة يهودية) الامر الذي سيؤدي باسرائيل إلى الهاوية، وان ذلك هو نهاية الصهيونية كما تقول لفني ، وحذرت من ان عناصر من الليكود قد يسيطرون على الجمهور الاسرائيلي ، ولكن ؛ مع ان ليفني هي الاكثر حدة في انتقادها لنتنياهو ولكنها لم تعترض على المشاريع الاستيطانية بل على توقيتها ، وتعتقد ان رفض نتنياهو المفاوضات مع الفلسطينيين يسبب ضررا بالغا لاسرائيل على الساحة الدولية، وهو ما يشكل خلافا بينهما ، ومع انها شكلت حزبها (الوسط ) الجديد هتنوعاه اي ( الحركة) بالتحالف مع احزاب العمل ، ويش عتيد ( يوجد مستقبل ) وميرتس (اليساري الصهيوني) ليقف في وجه نتنياهو والاحزاب اليمينية المتطرفة؛ الا ان خطابات هذه الكتلة الحزبية السياسية التوليفية الجديدة متقاربة مع خطابات جوهر اليمين ، بالاضافة الى ان هذا التحالف ولد ميتا بسبب رفض زعيمة حزب العمل يحيموفيتش وحزب يش عتيد ، برئاسة يائير ليبيد ،الجلوس مع نتيناهو ، ولذلك فقد اعتبرت هذه التوليفة مناورة سياسية لليفني ليس الا.
ومهما اختلفت الصراعات والاستقطابات والتوليفات السياسية ؛ فان الاحزاب الاسرائيلية تكمل بعضها بعضا في امتحان الممارسة الفعلية ، فلا توجد سياسة وسطية في اسرائيل على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فالحكومات الاسرائيلية كلها تسير على نمط واحد، مع فوارق طفيفة غير ملموسة، وانما اختلافها آني وقتي ، وهو في النظرة لحل الصراع - على المستوى السياسي- فالاحزاب الوسطية واليمينية لا تختلف كثيرا مع بعضها بعضا ؛ مع ان اليمين اكثر تراصا في الكنيست ، لكن هناك كتل برلمانية تسمي نفسها وسطية، وثمة احزاب كثيرة ظهرت واختفت ولم يبق الا الاحزاب الرئيسة.
ان جميع الحكومات الاسرائيلية عملت على تسريع المشاريع الاستيطانية ، ورفضت اسس الحد الادنى لحل الصراع العربي الاسرائيلي ، وكلها تميل إلى اليمين ، وكلها رفضت التنازل عن القدس موحدة ، ورفضت الانسحاب من منطقة غور الاردن ، وجميعها تؤيد فكرة اسرائيل دولة يهودية ، وفرض حدود آمنة مع الفلسطينيين من جانب واحد كبديل لاتفاقية السلام ، وكل الاحزاب الاسرائيلية لا ترفض شراكة نتيناهو لرئاسة الحكومة ؛ الا ان احزاب اليمين ( الليكود ، واسرائيل بيتنا والاحزاب الاصولية اليهودية"الحريديم ") هي القوة المركزية الفعالة ،وعلينا ان نعرف ان ما يهم الناخب الاسرائيلي هما قضيتان قضية الامن وهي اساس الاولويات لديه ثم القضايا الاجتماعية والاقتصادية ؛حيث زادت الفوارق الطبقية، وزادت نسبة الطبقة الفقيرة .
ان كل الدلائل تشير إلى ان الانتخابات القادمة ستفوز فيها الاحزاب اليمينية ، اي ائتلاف الليكود ،وحزب اسرائيل بيتنا، الذي يتزعمه افيغدور ليبرمان ، الصهيوني المتطرف ،والاحزاب الدينية ( شاس ويهودت هتوراة ، بالاضافة إلى حزبي هتنوعاه ويش عتيد ،وهو ما يفضله نتنياهو، واذا ما شكل نتياهو الحكومة الاسرائيلية القادمة فسيزيد تعنتا وصلافة وغرورا، بل سيحاول الوقوف بقوة امام طموح البرنامج النووي الايراني ، وسيحاول حل المشكلات الاقتصادية التي تؤرق الاسرائيليين ، والتي ادت إلى زيادة الاسعار وافرزت الاسرائيليين إلى طبقات متباينة فقيرة ومتوسطة ،وسيحاول ادارة عمليات المفاوضات السلام مع الفلسطينيين، ولكن بتعنت وعنجهية ، والاستمرار في تسريع المشاريع الاستيطانية وزيادتها ،ومحاولة كسب تأييد دول العالم ليهودية دولة اسرائيل وموافقتها على اعتبار القدس عاصمة موحدة لها ، وهو ما يؤجج الصراع في المنطقة .