19-01-2013 09:54 AM
بقلم : د.فايز عبدالله العساف
من أصعب الامور على المرء فقدان عزيزا وفيا فكيف بالاب؟؟ان يخطفه الموت ذلك الضيف الثقيل في صمته المعهود وجبروته فلا يستطيع احد صده وايقافه "فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
أربعون يوما على فراق الشيخ " احمد محمد الفياض العساف "" ابو علي " بعد حياة حافلة مكللة بالعطاء .. معلما ليس فقط في الحياة بل يذكره الكثيرون بانه معلم لكل شيء .. ترك خلال رحلة حياته بصمة وانار فيها دربا من دروب الحياة امام الاجيال جيلا بعد جيل .. فقد كنت يا ابا علي وككل المخلصين من امثالك كالشموع التي تذوي وتذوب لتنير دروب الاجيال ودروب الحياة المليئة بالمفاجآت ..
لقد توقف القلم الصادق الذي ما نطق يوما الا ها الفاضل البشوش .. في اربعين وفاتك فماذا حملت الينا في رحبك وبماذا جئتنا اليوم مع اشراقة فجرك .... أربعون يوما لم يخرج علينا فيها نهار واحد يشرق في قلوبنا ...وبعد ان غابت شمسك في نهارنا..
هو صباح بهي حزين وانا أتأهب لشرف الكتابة عن احد فرسان الحياة .. فارس في مؤسسته التي عمل بها وفارس بين عشيرته .. فارسا بين اهله .. ينهض من وجدان الشرف والخير ..سباقا للخير ويده على الزناد لاطلاق الحق في وجه الباطل .. هو على العهد والقسم ..
ما اجمل الكتابة عنك يا ابا علي .. يأتي اليوم ذكرى الاربعين على وفاتك والتحاقك بالرفيق الاعلى .. صابرون على فقدانك .. نحزن ولا نشكي فنحن لم نخسر .. فانت مقوله رسخت في العقول السابقة واللاحقة والنتيجة نراها في كل الخير الذي بين يديك ومن خلال جمل الاعمال التي سطرتها على صفحة الايام ..
القصة بسيطة يا ابا علي .. رغم انحراف مسار الحياة بقيت مستقيما صامدا تغير الواقع الاليم وتجعله بسيطا سهلا .. اختلف ظل الاشياء ولم تختلف انت ..
زوجتك وأبنائك وكل عائلتك الكريمة واصحابك أقول نحن كما عهدتنا دوما في عهدك يا أبا علي يا شهيد المرض ..
كيف ارثيك واي اللغات تسعفني .. لن ننسى لحظات يوم الوداع يوم نقشت في قلوبنا كل الاحزان والاوجاع عندما سالت دمع من حولك دون استئذان.. خرجت روحك الطاهرة مسك وعنبرمع لفظ الجلالة وابتسامة وكأنك تودعنا بكل سعادة ..
ابا علي يا مثال التواضع ونكران الذات .. اخلاقك وقيمك ومودتك موضع اهتمام كبير من عاشروك في حياتك .. تضرب الامثال لاجيالنا بكرمك وعطائك وتواضعك وحسن سيرتك .. شخصية من مزيج معتق مكوناته مسك.. عطر ذاته وصفاته الراقية بخصاله الانسانية النبيلة .. مسك الختام كنت يا ابا علي .. يا من انجبت علي وعمران وصالح وعامر وعبدالله وعمر وكريماتك ..لكنك في الواقع كنت ابا لكل ابناء وبنات عمان .. حملت هموم الوطن وناضلت من اجله .. بيتك دار وملتقى للاهل والاحباب .. في قلبه الف شمعة لا تنطفئ ...يحملها اليوم ابناؤه يحافظون عليها مشتعله كما حملها هو.. يشعلونها في كل الميادين التي اعتاد والدهم اشعالها .. هم اشراقتها وضياؤها .. هو زعيما في عشيبرته بل وكان الامر يمتد الى خارج العشيرة .. فهو الكريم الحليم الصادق الفطن .. ويولد الشهم شهما ..
ابو علي يا صاحب المبادئ الثابتة قبضت عليها كما يقبض المؤمن على جمر الحمى وما غيرتك الليالي ولم تبدلك طبع الايام الخشنة ..
ابا علي ايها الرجل الوفي الذي ما بدل الشرف والكلمة الراسخة وقد تعاهد مع اولاده عند مطلعصلاه الفجر ان لا تسقط لهذه الاخلاق راية .. ان يموتوا شهداء الخير وان يبقى في قلبهم ويدهم لحين ان تصعد ارواحهم في يد الله تعالى .
وفي الختام لا يسعنا الا ان نتقبل مشيئة الله الذي يقول في محكم تنزيله وهو اصدق القائلين :"يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "رحمك الله يا ابا علي وتغمدك بواسع رحمته واسكنك فسيح جنانه .. انه سميع قريب مجيب .