20-01-2013 03:41 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال الله تعالى ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ( 68 ) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )( 69 )...
خلق الله تعالى الانسان من جسد وروح وكون الجسد قد خلق من تراب فان غذائه مما تنتجه الارض وشفائه مما تنتجه بطون النحل والتي هي عبارة عن مصانع لإنتاج الدواء وتكون الفائدة بقدر تعدد وتنوع غذائها من نبات الارض ,والذي يستدل عليه من خلال اختلاف لون العسل .كلمة الناس تعني الجسد الذي تكفل الله تعالى بإطعامه وشفائه من مرض الابدان ,عند الاخذ بالأسباب سنن الله تعالى الدنيوية للمؤمن والكافر على حد سواء والتميز يعتمد على الجهد واكتشاف ما سخره الله تعالى للإنسان , وهذه تعرف بالرحمة العامة التي اشتقت من اسمه الرحمن ......
القران الكريم شفاء وغذاء للروح التي تحيي القلوب بإيمانها بالله تعالى فتتصل مع خالقها بهدايته لحقيقة الحياة الدنيا الفانية ,التي لا تستحق الحزن والخوف والهم وهن من الاسباب الرئيسية في مرض اعتقاد القلوب وما ينتج عنها من امراض تنعكس على الانفس وهذه على الابدان ,وهذه تعرف بالرحمة الخاصة يلزمها انسان متميز في الفكر الخارج عن المفهوم الارضي المحدود يزداد بقدر ازدياد الايمان لهذا كان الابتلاء بقدر الايمان ودرجته حيث يفسر الابتلاء بالخير . فهو سبحانه وتعالى رحيم بالمؤمنين من خلال هدايتهم ليقين التوكل والاحتساب والسؤال والدعاء والصبر والاستخارة وهدايتهم لسبل العودة اليه عند الذنوب ولسبل مفاتيح الخير والتوصل اليها . اقال الله تعالى (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ( 82 )
شفاء للمؤمن من خلال هداية الله له حيث يدرك ويشعر بالخير والبركة والرحمة والحكمة التي في القرآن الكريم . وأما الكافر الذي حرم من هداية الله تعالى له لكفره فلا يزيده القرآن إلا بعدا وتكذيبا فيحرم من الرحمة الخاصة والهداية اليها . قال تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ]..