حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28459

سوسيولوجية الثانوية المتكررة

سوسيولوجية الثانوية المتكررة

سوسيولوجية الثانوية المتكررة

20-01-2013 03:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه
الكاتب : فيصل تايه
ينهي طلبة الثانوية العامة اليوم امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي .. لتنتهي معها معاناة الكثير من الأسر الأردنية _ وأنا منهم طبعا _ والتي تتكرر كل عام بنفس شخوصها .. بمنطق سوسيولوجي آن له ان يتغيير .. بعيدا عن المبررات الذرائعية غير الموضوعيه مع الأخذ بالتحولات الملحة ضمن منطق حسابات التفكير الأدائية و الجوانب المهارية البلومية..و مهارات التفكير الناقد و الإبداعي و الاستدلالي والتي أصبحت بحكم التغيرات التربوية الحديثة مطلب حتمي .. في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية .. فالعصف التساؤلي هو الذي يعبد الطريق نحو هذا المنطق المستشري .. اوليس هدف السوسيولوجيا التربوية المرجوة هو إنتاج منتج تعلمي نوعي ؟ ليتمكن من مواجهه حياته المستقبلية بنفسه .. أم أن المنطق السقراطي الوجودي القائل : اعرف نفسك بنفسك لتتابع الحياة .. هو المرجعية السائدة ؟

لقد انتظرنا طويلا تقيما شاملاً للعملية التعليمية من خلال المراجعة العامة والشاملة وخاصة للمرحلة الثانوية ؟! وفيما يتعلق ايضا بتحديد المناهج الدراسية و بيداغوجيا التعليم والتركيز على المفاهيم الأساسية ..وكذلك أدوات التقييم التقليدية المختلفة .. وتقصي المناهج الخفية المكتوبة ( مناهج الظل ) التي تعتمدها المراكز الثقافية كبائل قوية للمناهج الرسمية .

ان الآليات العمل والصياغات الجديدة لامتحان الثانوية العامة أصبحت بالمطلق مطلبا ضروريا فصالونات القياس والتقويم المعتمدة في وزارتنا قد أعطيت الفرصة الكافية ليصار إلى فرض سياسات تربوية جديدة .. للننتظر بزوغ فجر جديد بالصيغ والحلول التطويرية وكذلك سعي الوزارة الحثيث على تجديد وسائل العمل الديداكتيكي والبيداغوجي داخل الفضاء المدرسي .. الذي يعتمد بدرجة كبيرة على تنظيم المعلومات والفهم والاستنتاج وتقصي الحقائق والاستنتاج ... وليس على طريقة التلقين والحفظ والتخزين التي ما زالت تسيطر على عقول الكثير من المعلمين قبل الطلاب ...

إن الاتجاهات الخاطئة التي يتبناها القائمون على التقييم التربوي والامتحانات في مدارسنا يؤدي إلى تشكل حالة من عدم الاستقرار النفسي .. والتي ينتابها ويرافقها الخوف المقيت والهمّ والارتباك ؟ إن هذه الحالة ليست حديثة العهد بل إن جذورها مترسخة منذ زمن .. وأصبح الامتحان مربوط بالخوف وهذا جزء من وعي أبنائنا وإدراكهم .. لا بل جزء من ثقافة المجتمع بأسره .. ولم تتحول هذه الامتحانات أو الاختبارات إلى مواقف تعليمية تعلمية من جهة .. وتقويمية من جهة أخرى تتبنى أفكارا تحقق العدل والمساواة بين مختلف فئات المجتمع الطلابي ...

أنا ألوم وبكل صراحة بعضاً من زملائنا المعلمين خاصة معلمي المرحلة الثانوية والذين ما زالوا ينتهجون الطرق التقليدية القديمة في التعليم .. وأصبحوا يلقنون أبنائنا طريقة ( حل السؤال ) واختيار الإجابة النموذجية الصحيحة..كما تريدها وزارة التربية والتعليم .. بل وجروا طلبتنا إلى الابتعاد عن الأهداف الأساسية التي يجب أن تكون أهدافا تابعة من طرق تقويمية حديثة تمنح الطالب ثقة بالنفس وتبعده عن جو الخوف والريبة ..بل تتمسك تمسكاً قوياً بتعليم مهارات التحليل والتركيب والتطبيق والحكم على ...الخ .. فحال الطالب هو فقدان ثقته بنفسه وانتيابه حالات القلق والتوتر والخوف المستمر ...

نعود إلى القول أن الطلبة لم يستطيعوا التعامل مع الامتحان على أنه قياس لمدى قدرتهم على الاستيعاب والفهم والتحليل والتركيب والتطبيق ومن ثم الحكم أو التقويم ، وأنهم تدربوا فقط على الحفظ الذي يساعدهم على حل الأسئلة بالشكل النموذجي .. فشتان بين أن يكون الإنسان صاحب فكر يحلل ويربط .. وبين أن يكون صاحب فكر يحفظ ويقبل ويرفض ضمن أسس ثابتة وسابقة لا يحيد عنها .. فقط لأنه وجدها بين يديه ووجد نفسه في خضمها .. فالنموذج الأول يمثل ثقافة الإبداع التي تستند إلى نسبية الحقيقة وتعدد أوجهها .. بينما يمثل النموذج الثاني ثقافة الذاكرة المستندة إلى مبدأ اليقين والحقيقة المطلقة .. وبين النموذجين فارق شاسع يظهر في الفكر والعمل .. فالنمط الأول يدخل في إطار الوعي ذلك أنه يمارس وعيه .. بينما الثاني يدخل في إطار يضع فيه وعيه جانبا لا يستجيب فيه للتغير أو لتبدل الأحوال والظروف والنظم المعرفية .. فيا وزارة التربية أي النموذجين تريدون .. ؟!

وأخيراً دعوني أقول : إن استبدال العين البيولوجية بالعين السوسيولوجية في قراءة التغيرات و التحولات التربوية لهي استقراءات مستقبلية لابد من الوقوف عندها لأنها تبعد عنا الأوهام و تجعلنا نتأمل واقعنا التربوي بكل تحولاته بشكل أفضل ، فالطريق نحو الفهم السوسيولوجي لواقعنا التربوي يكون عبر الانضباط لهذا البراديغم وفق المعطيات التي تمليها الوقائع لفرز ثقافة تربوية تعنى بالطالب الذي هو جزء من هذا المجتمع والتفكير الجدي بمستقبله الاجتماعي والذي لابد من أن تبشر بمستقبل واعد للأجيال القادمة.
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه

البريد الألكتروني : Fsltyh@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 28459
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم