27-01-2013 10:04 AM
سرايا - سرايا - تسهر على رعاية نفسها لتبقي آفاق “الممكن” مفتوحة أمامها على مصراعيها، فعندما ظهرت في أول فيلم لها كان عمرها لا يتجاوز الخامسة والعشرين، أما عندما رزقت بأول أولادها فكانت في التاسعة والثلاثين، وحين وقعت أول عقد لها مع دار كريستيان ديور كانت في الثانية والأربعين . . وها هي اليوم مونيكا بيللوتشي تجسد دور المرأة الشجاعة في فيلم “موسم الكركدن” الذي سيرى النور في فرنسا، وهو من إخراج الإيراني في المنفى باهمان غوبادي .
عندما ذهبت إلى مهرجان مراكش السينمائي الدولي كان الجميع يترقبون وصولها . إنها النجمة مونيكا بيللوتشي التي تبقى دائماً بسيطة وطبيعية، والتي يتسابق المخرجون إليها وتتهافت دور الأزياء وشركات التجميل عليها، لكن رغم كل ذلك تبقى النجمة الإيطالية، تلك الأم الحنون التي تهتم قبل أي شيء بابنتيها (ديفا - 8 سنوات) و(ليوني - سنتين)، بل إن أفضل لحظات حياتها هي عندما تعود إلى ذلك المقر الدافئ الذي تنسج فيه خيوط السعادة والحب مع زوجها الممثل فانسان كاسيل، بين روما وباريس والبرازيل . فأسرة بيللوتشي هي أسرة الرحالة المتحدين على الدوام . في خضم هذا التجمهر استطاعت مجلة “باري ماتش” الفرنسية أن تقتنص منها اللقاء التالي:
تشاركين للمرة الثانية في مهرجان مراكش السينمائي الدولي، فما الصلة التي تقيمينها مع المغرب؟
- مونيكا: أستطيع الحديث عن قصة حب بيني وبين هذا البلد، فقد قضيت عدة أشهر فيه حين قمت بتصوير فيلم “أستريكس وأوبليكس: مهمة كليوباترا” . ففي هذا المكان اكتشفت كرم الضيافة عند المغاربة، واليوم، يسرني أن أرى أن هذا المهرجان السينمائي نال شهرة لا تصدق، فالمخرجون من جميع أنحاء العالم يتواجدون فيه، وأكثر ما أدهشني هو الحماس والفرح منقطعا النظير اللذان أبدتهما الجهات الفاعلة المحلية إزاء نجوم السينما الهندية .
ولكن يمكنك أن تكوني بنفسك بطلة من بطلات بوليوود، أليس كذلك؟
- أعتقد أنه يجب أن يولد الشخص في الهند حتى يقدم هذا النوع من الأفلام، بل يجب أن يكون ذلك في دمه . إن عملي يأخذني إلى جميع أنحاء العالم، ولكن في هذا المكان أقول لا، لأن الفرصة غير مهيأة أبداً، فأنا لا أفهم من اللغة الهندية إلا القليل جداً!
أنت اليوم في مراكش لتقديم فيلم “موسم الكركدن”، والمعروف أنك ممثلة إيطالية، كذلك فرنسية وأمريكية، والآن إيرانية، فهل أنت دائمة الدفع نحو المزيد من تخطي الحدود الجغرافية في حياتك المهنية؟
- إنها فرصة عظيمة بالنسبة إليّ للقاء جميع هؤلاء المخرجين العظماء مثل باهمان غوبادي الذي أخرج “القطط الفارسية” ونال عنه جائزة في مهرجان “كان” . وأنا أحب التواجد في المكان الذي أشعر فيه بإمكاني إعطاء بُعد جديد لعملي، علماً أنني بطبيعتي شغوفة وأحب اكتشاف كل جديد عن الحياة، وليست لديّ خطة عمل وظيفية، فأنا ممثلة، ولست سيدة أعمال، وفي اختياراتي، أمتلك حريتي وأعمل وفقاً لما يمليه عليّ قلبي . فعلى سبيل المثال جذبني باهمان غوبادي إلى قصة الحب الدرامية التي أمثل فيها دور إيرانية تتحدث باللغة الفارسية، لغة البلاد، وقال لي الإيرانيون أنفسهم إن لجهتي كانت مثالية، ومن حسن حظي، أن الحوارات في السيناريو كانت قليلة، وفيلم “موسم الكركدن” يمكن للمشاهد أن يفهمه من خلال اهتمامه بالقصة وتفاعله معها .
هل من السهل محو جاذبيتك المفرطة من أجل تجسيد شخصية مينا الانطوائية؟
- مينا امرأة عادية مرت بمأساة استمرت على مدى عقود . ويجب ألا ننسى أنها شابة وجميلة، ثم إنها امرأة مدمرة على الصعيد النفسي، لكن الحياة بالنسبة إليها تستمر . . وأخيراً يحين الوقت الذي تجد فيه أن الشيخوخة آخذة بالزحف نحوها لا محالة، أما بالنسبة إليّ فوجهي وجسدي في خدمة المهنة، وليس لديّ أية مشكلة مع التغييرات التي يجب القيام بها في السينما، وأعتقد أن ذلك من إحدى فوائد وظيفتي كممثلة .
الفنان والمخرج الصربي أمير كوستوريكا أعلن من مراكش، بأنكما ستعملان معاً، فهل ستذهبين بعد إيران إلى صربيا؟
- نعم، في الواقع سأذهب إلى هناك لتمثيل قصة حب خلال الحرب، وسوف تكون الرواية “قصة مغربية” ولأول مرة سيتم التصوير باللغة الفرنسية، وأمير سيكون البطل في الفيلم وبالطبع المخرج، إنها فكرة ليست سيئة، أليس كذلك؟
هل تعي كل من ابنتيك، ديفا وليوني، أن أمهما هي واحدة من أكثر النساء جمالاً في العالم؟
- بالنسبة إليهما، أنا أم، وهذا كل شيء، وفي بعض الأحيان تشرع كل منهما بإطرائي وتوجيه المديح، ولكن أعتقد أنهما أجمل طفلتين في العالم .
هناك شائعات تقول إنك تنوين الذهاب قريباً للإقامة والاستقرار في البرازيل، فهل هذه رغبة كل الأسرة؟
- بقي لي أنا وزوجي فانسان أن نعيش آخر عشر سنوات من شبابنا، ويجب علينا الاستفادة منها . والبرازيل هي منذ سنوات عدة، واحدة من الوجهات المفضلة لدينا، لكن لا ننوي الآن ترك فرنسا أو إيطاليا أو إنجلترا، فنحن نسافر بين هذه البلدان على مدار السنة، وابنتي الكبرى تتحدث البرتغالية بطلاقة وأختها الصغيرة التي تفهم لغات عدة بدأت تتحدث البرتغالية مثل أختها بكل سهولة، فلماذا لا نذهب إلى هناك لفترة من الوقت؟ فنحن جميعاً نعشق الشمس .