27-01-2013 10:03 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
يبدو بأن الانتخابات النيابية الاردنية لم تبدل كثيرا في الواقع السياسي الاردني الآسن ولم تقدم ما هو مطلوب ومرجو للمواطن الاردني ... فأغلب الوجوه التي فازت في الانتخابات هي مكررة وقديمة والجميع قد شاهد ادائها المخيب للآمال في الدورات السابقة لذا فحق للمواطن اليوم بأن يتساءل : كيف لتلك الوجوه أن تتكرر وهي التي أوصلت الموطن الى تحت خط الفقر ودفعت بالوطن الى حافة الافلاس ...
وبينما قال كل المرشحون ممن لم يحالفهم النجاح بأن هذه الانتخابات البرلمانية الاخيرة كانت مزورة بامتياز وباشكال كثيرة منها فتح الباب على مصراعية لشراء ذمم كثير من الناخبين وحتى شراء بعض اللجان ... وكردة فعل على تلك الشكوك فقد قام بعض من مناصري هؤلاء المرشحين الراسبين وفي أغلب مناطق المملكة باغلاق الطرق واحراق الاطارات والاعتداء على الممتلكات العامة ... وهذا النوع من ردود الأفعال الغريب على مجتمعنا الاردني قد اصبح اليوم هو لغة التخاطب المفضلة لدى الكثيرين من أفراد هذا الشعب والسبب وراء ذلك هو فقدان الثقة بين المواطن والمسئول بالاضافة الى غياب الممثل الحقيقي للشعب عند هذه الحكومات ذلك الممثل الذي يتلمس همومهم ومشاكلهم بكل صدق ويوصلها كما هي الى المسئول ...
واللافت في إنتخابات هذا العام هو أن بعض القوائم التي نجح فيها مرشح وحيد تريد اثنان ... والتي نجح فيها مرشحان تريد ثلاثة وهكذا ... أي أن الاعتراض على النتائج قد شمل كل الراسبين في الانتخابات الحالية بالإضافة الى أغلب القوائم التي لم يحالفها الحظ أو حتى القوائم التي نجح فيها مرشح وحيد أو مرشحان ...
فاذا صحت الاشاعات والاقاويل عن وجود غش وتزوير في الانتخابات الحالية فيبدو من ذلك بان الامور في هذا البلد لن تستقيم لغاية الآن ويبدو كذلك بأنها لن تستقيم أبدا” قبل ابعاد الحيتان المتوحشة ومناصريها عن الساحة السياسية الاردنية ... وإن افترضنا جدلا” بنزاهة العملية الانتخابية التي جرت في الاردن فيبدو من الأحداث التي تلت الانتخابات بأن هناك ازمة ثقة عميقة جدا” يصعب ترميمها بين الحكومات الاردنية وبين الشعب الاردني جاءت كنتيجة للمسلسل الطويل من التلاعب والتزوير والذي مارسته حكومانتا في كل الانتخابات البرلمانية السابقة ...
لقد قالوا بأن حكوماتنا اليوم هي عاجزة ومشلولة تماما” وبأن الحكومات التي لا تقوى على مواجهة حفنة من الغشاشين والزعران في امتحان التوجيهي لن تتمكن من مواجهة الحيتان بعد أن القوا باموالهم المشبوهة والضخمة في أفواه الجميع ليخرسوها ...