27-01-2013 10:08 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
د.زيد سعد ابو جسار
ما احوج البشرية اليوم للتواضع والاعتراف بذنوبها التي ابعدتها عن الايمان برب هذا الكون وما وصلت اليه نتيجة هذا البعد .والدعاء ليرفعها الله تعالى بهدايته ومغفرته ورحمته من ضنك العيش والضياع والتفرق وفساد الكون .وما احوج المتعبدين بصورة العبادة ان يغوصوا في اعماق الهداية ليدركوا روح العبادة وحقيقتها في كل امر من امور الحياة( حقيقة الايمان بمفهومه العام)وما احوج الانسان للإيمان والحث عليه ليحفظ له انسانيته وكرامته عند ضعفه ووهنه وفقره وظلمه حتى من اقرب الناس اليه اذ ان النسب لا يكون صادقا الى بالا يمان . اذ قال الله تعالى لنوح عليه الصلاة والسلام عندما اوشك ولده على الغرق (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ).وعلى هذا يكون مقياس الولاء والانتماء والإتباع والطاعة والحب والكراهية. فليس بعد هذا النور لخروج الانسان من هذه الفوضى والفساد وضنك العيش والخلافات التي تتقطع بها الارحام إلا الظلام الذي يعجز الانسان عن تدبر ابسط الامور في حياته والذي يمكن الرويبضة بان يكون مقدمة لظهور الاعور الدجال وأتباعه.............
قال الله تعالى﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الجمعة..
ما تعانيه البشرية اليوم من حروب وفوضى وقطع للأرحام وفساد وكوارث ما هو إلا هو امتداد لقتل الأنبياء والمرسلين وتحريف لبعض الكتب السماوية وتضليل البشرية عن الهداية الفطرية (الايمان بالله)الراسخة في الجينات الوراثية للإنسان وهي مفتاح لهداية الدلالة (الكتب السماوية)من خلال الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين الهداية التي تحث على الرحمة والتي من خلالها تنشاء حتى الأمم الاخرى وتكون حضارة خاصة بها قال الله تعالى({وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) سورة الأنعام........
مهما تطور الإنسان في هذه الحياة فانه لن يبلغ قمة التطور التي تمكن الانسان من تكوين كيان اجتماعي اممي حضاري كالتي وهبت بالفطرة للأمم الاخرى (امة الطير, النحل , والدواب)واستقرت عليها وهي تدور في فلك التسبيح الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها .إذ أن الهداية الفطرية (الايمان بالله) الموهوبة لجميع الخلق ,هي القاعدة الأساسية التي تقوم عليها الأمم الاخرى وهي ايضا القاعدة الاساسية عند الانسان للتواصل مع هداية الدلالة من خلال المرسلين وما تتضمنه من تعاليم وتكليف تميز بها الانسان من خلال العقل الذي وهبة الله تعالى اليه .الذي يمكن الانسان ان يكون اعلى من الملائكة , وهو ايضا يجعل الانسان دون مستوى البهائم التي تقيدت بهداية العقل الفطري المحدود ...............
قال الله تعالى( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) . في هذا البلاغ الالاهي دلالة على ان الانسان ملزم بالتكليف وهو اصلاح الارض ومن عليها وإدارتها لتمكن الانسان من العيش بكرامة ولا يكون ذلك إلا عندما يكون الانسان في فلك التسبيح عابدين الله تعالى من خلال الاعمال الصالحة حقيقة العبادة وصدقها الإخلاص لله تعالى . فكما ان اهمية التناسل هي في حفظ البشرية فان اهمية الرحمة والقيم والأخلاق هي في استمرار البشرية ..
ما نشاهده في الحاضر المنظور والماضي المذكور عن أسباب اندثار العديد من الأمم والأقوام واندثار حضارتها وتشتت البعض الأخر مثل بني إسرائيل إذ قال الله تعالى( بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الجمعة. البئس هو الشقاء نتيجة التضليل والتفرق في الارحام والمجتمعات وانتشار الرذيلة والفساد والخلل في البيئة نظام الكون لمن كذب وكفر بالإيمان الفطري(الايمان بالله) الذي يوصله لهداية الله تعالى من خلال آياته في استمرار الحياة للجنس البشري وغيره (الايمان بمفهومه العام) .قال الله تعالى(ا نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ.)
وأخيرا وليس اخرا وأمام هذا الواقع من البئس الذي نعيشه رغم وجود هداية النور والحكمة بين ايدينا والتي يلزمها هداية الفطرة (الايمان بالله) والتي لا تكون إلا من خلال الدعاء والاستعانة بها والإخلاص لها قال الله تعالى() إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)