27-01-2013 10:10 AM
بقلم : عمران محمد الصويتي
الثعلب iما هو إلا أحد الحيوانات التي تعتبر ماكره، وكم من قصة رواية كنا قد سمعناها بطلها الثعلب بمكره وخبث ألاعيبه ،وكم من اساليب تستخدم لصالح المصلحة الشخصية تشبه أسلوبه، سواء بطريقة مشروعه - وهذا نادرا الاستخدام - أو بالغير مشروعه وياه كم أصبحت هذه الكلمة تترد على مسامعنا، الكلمه التي اصبحت تطبق على ارض واقعنا وما يزيد في سخرية الامر اننا حين نسمع امرا لا يحتوي على مكر الدهاء نقف وقفة المصدومين ونستغرب من ذلك الامر ، ترى هل اصبحت غير الشرعيه واخذ الحقوق الغير مكتسبه لاي شخص امر مرحب فيه؟ و هل نستنكر اخذ كل صاحب حق حقه من غير سوء ظن ؟ كانها انقلبت الموازين وتم تزوير الغايه وتبدلت النوايا ،فما نعيش فيه يندرج تحت مسمى مواكبة التطور والانفتاح والمعاصره والشرعيه المرسومه ،اختلفت المسميات وما اكثرها حين نذكرها والمصيبة واحده هي اننا كما ياقل "مكانك سر " فكم من حقوق ضائعه بين إيدي من لا يخافون الله ؟ كم من ادوات نهب قد استخدمت وكم من حلم تم سلبه وكم من نصر الظالم على المظلوم ، في زمننا هذا لن يستطيع فريسة الثعلب بالتكلم, سيموت بهدوء، اصبحنا نشد سواعد بعضنا على بعض ونعلو على اكتاف بعض ، يستخضرني قول الشاعر المسلم معن بن أوس ::
فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ... ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ
أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ ... فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي ... فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني
أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ ... فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني
لم يعد ظاهر حال الثقة بيننا في مجتمع نحن بيدنا نسلم مفاتيح ضعفنا فيه لقوينا ،ونزيد من سلطة الاشخاص الذي بيدهم قد نهلك ونخرب بيوتنا ،بأيدينا استبيحت كثيراً من الامور ،ذل كثيرٌ من شبابنا،غدوا متخوفين مما هو قادم ،فالمستقبل الغامض والماضي الاليم أمامنا في كل خطوه مهما كانت ، خطوبه , زواج,شراء سيارة,شراء منزل ....الخ مع ان اغلب احتياجاتنا اصبحت لمن استطاع اليها سبيلا، واصبحت بعد دراستها وتفحصها وتمحصها الف مره ومره وأخذ الحيطة والخذر ملاذا سهلا ليقع الشخص بطريقه او اخرى بخداع الثعالب المتنكره باجساد البشريه ،اصبح المال هدفنا الاساسي ونسينا مبادئنا التي تربينا عليها، تنافسنا على خرق حدود الله عز وجل و شرعه ،ففي هذه الحياه وصلت بجحدنا بأن نتمسح بالدين نعبث به كما نريد، متغاضين عن كونها مسلمات ألهية منزلة......يا اسفاه على ما آل اليه الدين فلقد بيع بثمن بخس زهيد وصار لعبة بأيدي الطاغين والمثعلبين ،وليس هذا فقط بل تجاوزوه الى وجود بعض المشرعين بأعطاء الحريه الزائده الخارجه عن المألوف التي لا تمت لا لدين ولا مجتمع ولا لأخلاق بصلة ، متحججين ومتذرعين بذريعة التطور والانفتاح ،اصبح خراب البيوت وتشرد العائلات اسهل الطرق،تطاولنا باسم التجرر،اصتبغنا صبغة الغرب، لقد صرنا في زمن السبع لفات ,قد اقول لعل لدى الغرب وجود الاسلام ولكن بعدم وجود المسلمين .. أما نحن فنبعتد اميالا
فاما نحن في غابة ملأى بالوحوش و اما أننا في حفله تنكريه على هيئة الثعالب والوحوش والسباع ، حفلة نظمها شاعرنا احمد شوقي بدقة :
برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسبّ الماكرينا
ويقول : الحمدلله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلّ المهتدينا
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا
هكذا حياتنا بعيده عن الله عز وجل وكتابه وسنة نبيه ،اصبح المتحاذق من يأكل لحم اخيه ، اصبحت الفرصة الاهم هي فرص التجارهالمرابية التي تدمر شعوبا ومجتمعات ، هي فرصة لاصحاب القلوب المريضه تجار الاعراض وتجار الدماء وغيرها من التجارات الغائرة , لكن دائماً الله عز وجل يتلطف بنا وينزل رحمته رعم غلاء المعيشة و ارتفاع بالاسعار ،نهب اراضي ،زوال النعم ،فالمياه شحيحه وما اكثر مصائبنا لو احصيناها ، المفتاح بأيدينا أن نعود الى ديننا الصحيح ليكون بندقية تطلق رصاصة تقص بها ثورة الثعالب المفتاح بأن نعتصم بحبل الله عز وجل ولا نتفرق .