بقلم : الدكتور معتصم الدباس

الدكتور معتصم الدباس

مع احترامي لارادة التغيير التي طالب بها الشارع الاردني خلال العام الماضي والتي كانت فيها الدعوات للاصلاح والتغيير ومحاربة المال السياسي والفاسدين الذين سلخو لحم الوطن وما تركونا الا هياكل عظميه , لقد كنت استمع الى الاف المواطنين على كل المحطات الفضائيه وعشرات الالوف على المواقع الالكترونيه ومئات الالوف في اللقاءات العامه والملايين في الشارع, كلهم يدعون الى اختيار الافضل لهذا الوطن الجريح, لكن تفاجئنا على مستوى الوطن بالمخرجات التي افرزتها هذه الانتخابات فقد تمخض الجمل فولد فأرا ,لكن من خلال قرائتي السريعه لهذه النتائج اريد ان اضع بعض النقاط على الحروف كما يلي اولها ان غياب المثقفين ودعاة الاصلاح كان سببا في هذه النتائج الوخيمه فقد كتم كثير من هذه الطبقه شهادتهم فلا ادري كيف يتحقق التغيير ونحن في البيت بدون مشاركتنا بالتغيير .ثاني الامر ان هناك طبقه من المجتمع ما زالت تنظر الى الانتخابات النيابيه كموسم ترزق وانتفاع وقد شجع هذه الطبقه على هذا السلوك المشين نواب المال الحرام من خلال شراء الاصوات المباشر (نقدا )وغير المباشر (بالتبرعات الخياليه للمساجد والجمعيات ) وللاسف فقد كان المال الساسي في هذه الانتخابات مؤسسيا تحتضنه دوائر التربيه والاوقاف والثقافه والتنميه الاجتماعيه .ثالث الامر ك ان هناك صفه اجتماعيه موجوده ومتوارثه في مجتمعنا وهي الحسد الاجتماعي فنجد ان رؤوس العشيره ينظرون الى النائب كالبعبع الذي سيلتهم مكانتهم الاجتماعيه المزيفه .وصفه اجتماعيه اخرى يدق طبالو الفتنه الاقليميه عليها من المرشحين وهي النزعات الاقليميه الضيقه فقد دق كثير من المرشحين على اوتار الاقليميه البغيضه للوصول الى غايتهم وتسلقو على حبالها المسمومه متجاهلين وراء ظهورهم الارث الاجتماعي البغيض الذي ترسب فينا فقد كانت العقول المدبره لحملات هؤلاء الانتخابيه تتفنن في استخدام كل وسائل النزعات الاقليميه للوصول الى الهدف المنشود . واخر الامر كله نجد ان هناك تدخلا حكوميا مباشرا وغير مباشر في هذه الانتخابات من خلال دعم بعض المرشحين بعمل تسهيلات لوجستيه لاجراءاتهم الانتخابيه وتوفير فرص انتخابيه لهم من خلال تجيير بعض المغانم باسمهم من تعيينات وكفالات اصحاب السوابق وحماية اللصوص الفاسدين تحت مظلتهم .في النهايه اسال الله العلي القدير ان يحفظ الوطن ويامن مستقبل الاجيال القادمه انه سميع مجيب ..