27-01-2013 11:03 AM
بقلم : جميل غدايره البرماوي
بقلم جميل غدايره البرماوي
لم يكن نجاحه في الانتخابات النيابية مفاجئا لأهل الطفيلة الشماء ، لأنه جمع مابين الصدق في الموقف والجرأة في قول الحق وحب الوطن فحاز بذلك على ثقة القلوب والعقول .
إبراهيم صبحي الشحاحدة ، إعتلى الإنتخابات النيابية عن الطفيلة بجدارة وإستحقاق لافتة ،وحاز على ثقة " الطفايلة " في وقت ملتهب وأجواء عاصفة،وازمات عميقة،تعمقت فيها الثقة بكل الشخوص،خاصة حين غياب الثقة بالنسخة القيادية النخبوية القديمة.هذه الظاهرة لها أكثر من دلالة ويؤكدها اكثر من دليل . مما يعني أن إبراهيم شخصية إستثنائية،وموضع إعجاب شعبي كاسح، وقدرات غير عادية وتاريخ مُشّرف.الشارع الطفيلي يقول:انه معبأ بالعلم والثقافة،ولم يرهن قراره لاحد،ولم يبع مواقفا،ولم يقايض على حق،فالحقيقة هدفه،والايمان بالله عقيدته،فيما الظلم والتمييز بين الناس الد اعدائه.
*** ابراهيم القادم من الطفيلة،و للمكان خصوصيته،وللجنوب عبقريته كما يقول علماء النفس ،والديموغرافيا،هو وعر مثل طبيعتها الجغرافية،اكتسب منها شخصية عصية عن الإنكسار كشجر سنديانها،لكنه طيب دائم الخضرة والعطاء كزيتونها، وليس عجينة مطواعة تتشكل كيفما يريد " العجان " بل أنه صاحب مبدأ يرفض التلون،ورجل موقف غير قابل للمساومة، ذو تجربة عميقة نضجت على نار هادئة وتجربة إنسانية طيبة توهجت على مقارعة المصاعب وشظف العيش فاكتسبت هذا الالق والزخم،على عكس تلك الشخصيات المدجنة،سريعة الإشتعال سريعة الإنطفاء.
المهندس إبراهيم عقل إستراتيجي فائق الذكاء/حصل على ماجستير في الدراسات الإستراتيجية من كلية الدفاع الوطني الملكية ، وقد تفوق في دراسته الجامعية العلمية ،وأبدع في حياته العملية الوظيفية، يضاف إلى هذه الخصيصة الفريدة انه مثقف موسوعي نهل من نبع عذب لاينضب. ما يميزه ويتميز به في حواراته أنه يحلق بجناحين " الإسلام والعروبة " ويؤمن بأن لافكاك بينهما ولاصدام فإذا كان العرب مادة الإسلام فالإسلام روح العروبة وعقديتها،بذلك يجمع بين الفضيلتين.من هذا المنطلق تراه مهموما محزونا بما آلت اليه اوضاع العرب والاسلام والاردن عنده وطنا لايقبل لا يمكن ان يكون لغيره مكانا في قلبه .
الطفايلة المفطورون على الطيب والرجولة والفروسية ورفض الضيم ، إختاروا المهندس إبراهيم عن قناعة راسخة،بلا واجهة دعائية،وبلا مناسف مكللة بالزفر،و بعيدا كل البعد عن المال السياسي الأسود. هذا الداء الذي خرّب الضمائر وافسد الذمم،كما نأى بنفسه عن الوعود البراقة التي عادة ما يصطاد بها المرشحون الناخبين ثم يحنثون بها بعد وصولهم الى العبدلي.، لأن اهل الطفيله الكرام وجدوا في إبنهم ابراهيم ضالتهم المنشودة،وخبروه بالتجربة العملية والفراسة الفطرية بانه مهندس يرى الأشياء بعين الصقر المطلة على المشهد من كافة الزوايا،ولا يراها كضيقي الافق بعين " الدودة " من زاوية واحدة !!!.
***الطفيلة الاليفة المؤتلفة مع ذاتها، العنيدة الودودة الطيبة، قد أسلمت مفتاحها النيابي لابنها البار، مع ان حراكها لم يتوقف للمطالبة بحقوقها الطبيعية،ووضعت على اكتافه الشق النيابي ليكون صوتها الصادح وضميرها الحر في المواجهة المحتدمة على ساحتها،فالمهندس هو خير من يمثل عنفوان شبابها وينقل لصاحب القرار همومها وأوجاعها، وليفرد على "بلاطة" بين يدي أهل الحل والربط ،ما تعرضت له هذه المحافظة الابية،خزان الرجولة والرجال من ظلم وما تعانيه من مظلومية امتدت لعقود طويلة،رغم تجذرها في الولاء والانتماء.
*** إبراهيم الطفيلي نائب الوطن،هو سفير الطفايلة في مجلس الشعب الاردني،و أملهم في خروج المحافظة من سكونها وإعطائه دفعة قوية للحركة الشبابية البناءة ورفع مداميك المنظومة الاقتصادية،وان يشيل بعض همومهم الثقيلة. ونحن على يقين أن الرائد لن يخذل أهله وربعه، وسيكون خير سفير لهم،واصدق رسول في تبليغ الامانة التي وضعوها على اكتافة ،لإنه حامل الأمانتين الولاء والإنتماء ، والكفائتين الأخلاقية والمهنية،والخصلتين الإيثار والشجاعة ، والقلب الكبير ذو الحجرتين الشرقية والغربية في وحدة وطنية تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت،وتوطيد عرى التماسك بين الاسرة الواحدة بكل مكوناتها .
هذا هو الإبراهيم الذي ضرب أروع الأمثلة في المُثل العليا، والأخلاق الكريمة،ثم التفاني في خدمة المجموع،فاجمعوا عليه ليكون ضميرهم الجمعي،ولسان حالهم، وسيكون " قدها وقدود" إن شاء الله والأيام بيننا .