بقلم :

عباس عواد موسى

يانشا سينقذ كرواتيا , وكرواتيا ستنقذه . هذا الإحتمال الأكثر شيوعاً ضمن الأطروحات والتحاليل السياسية السائدة في سلوفينيا وكرواتيا , وتناقلتها وسائل الإعلام المتعددة هناك . فسقوط الحكومة السلوفينية سيزيد من تعقيد الوضع , وسيؤجل دخول كرواتيا في الإتحاد الأوروبي . فالإحتجاجات والإضطرابات العنيفة التي تشهدها سلوفينيا تشكل كابوساً لجارتها كرواتيا التي تحتاج إلى توقيعها كي تحصل على نصف العضوية الأوروبية . ولذا , فلا بد من العمل كي تبقى الحكومة السلوفينية قائمة حتى تحصل كرواتيا على عضوية الإتحاد .

ليس ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام فقط . بل بإمكانكم قراءته على جدران منازل ومؤسسات مدينتي ليوبليانا ( ألعاصمة ) وماريبور السلوفينيتين . فيما تسمع رئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانشا يقول إن مسألة انضمام كرواتيا للإتحاد هي قضية إستراتيجية بالنسبة لبلاده التي يجهد وزير خارجيتها كارل إريافيتش لتمريرها من خلال البرلمان حتى يتسنى التوقيع عليها . وهو ما يفسره البعض على أنه مسعىً ليانشا كي يُبقي على حكومته . ويؤيده إريافيتش بقوله إن حزبه سيبقى في الإئتلاف الحكومي حتى نهاية شباط القادم فوقتئذٍ ستنعقد دورة مجلس النواب العادية وسيكون تصديق سلوفينيا على انضمام كرواتيا قد أُنجِز وإلا فلن تغفر كرواتيا لنا أبدا .
كارل إريافيتش صرح أنه مستعد للجلوس مع نظيرته الكرواتية فيسنا بوسيك يومين كاملين لحل مشكلة بنك ليوبليانا , تلك المشكلة , التي أثّرت كثيراً على العلاقات بين البلدين .
كتلة المواطنة التي ينتمي إليها غليغور فيرانت رئيس البرلمان السلوفاني غادرت الإئتلاف الحكومي بزعامة يانشا . والمتبقون يحثون السعي لإجراء كل ما يلزم للتصديق على اتفاقية الإنضمام الكرواتي . وحتى المنسحبون أكدوا أن وزرائهم سيوقعون مطلع الشهر المقبل لأن استقالتهم ستكون نافذة يوم الثامن من آذار وهي بطاقتهم للمرأة السلوفينية في يومها .
وخبر عاجل مفاده أن رئيسة بلدية زاغرب ( ألعاصمة الكرواتية ) أكدت إلقاء القبض على أحد منتسبي الرابطة الديموقراطية الكرواتية وهو يغرس قنابل تفجيرية دون تفاصيل .
أرأيتم كيف يوجب الفساد بقاء الفاسدين هناك .. وهنا كذلك ؟!