28-01-2013 10:39 AM
بقلم : طلال الخطاطبه
طلال الخطاطبه
التفحيج كلمة أردنية (فلاحية) خطرت ببالي عندما رأيت وجوها برلمانية معينة لا يكاد يختفي ظهورها تختفي عندما يُحل البرلمان أو تنتهي مدته حتى نرى رؤوسهم تطل بالبرلمان الجديد، و كأن شيئا لم يكن، فاستحقوا لقب (المفحجون).
كنت كغيري من الأردنيين غير مرتاحين لعودة هذه الشخصيات للبرلمان و السبب أن أداء هذه الفئة كان السبب الاول لغضب الشارع منهم، و نعتقد ان هذا الاداء ربما كان أيضاً هو سبب الحل: من لفلفة لقضية الكازينو و لطمر لسكن كريم أو تبرئة للمتهم الاول من قضية الفوسفات و التي ينظرها القضاء الآن.
من المفارقات الكبيرة أننا لو اطلعنا على البرنامج الانتخابي لكلٍ منهم لوجدنا أن أحد نقاطه هو تشجيع الشباب للانخراط بالحياة البرلمانية، و لست أدري إن كان قصدهم هو تشجيع الشباب ليحملوا يافطاتهم أو يصبوا القهوة بمقارهم الانتخابية. يجب عليهم أن يعطوا فرصة حقيقية لظهور وجوه جديدة بالبرلمان و ذلك باختفاء الوجوه التقليدية، و هذا لن يتأتى إلا بقانون شبيه بقانون العزل السياسي.
نعرف حقهم الدستوري طبعا و لكن إن لم يتم تعديل قانون الانتخاب ليصبح عدم السماح بأكثر من دورتين بما يسمح لهم بقانون تقاعد لهم و بهذا نضمن عدم رجوع سعادتهم كلما حل مجلس النواب. لا بل أنني أطالب بعدم عودة أي عضو ببرلمان تم حله قبل انتهاء مدته. ندرك أهمية وجود بعض الأعضاء السابقين كنوع من الخبرة و لكن هذا لا يبرر وجود تلك الشخصيات التي لا تريد أن تترجل.
كلنا نعرف عنصر الخجل العشائري بمجتمعنا الاردني فبما أن (أبو فلان) موجود لا يتقدم عليه أحد ، لا بل أنهم يستهجنون على كل من تسول له نفسه ان ينافس أبا فلان هذا الفعل إن أراد ذلك. لهذا فقانون العزل أو سن التقاعد سيريحهم من هذا الخجل. نحترم خيارات عشائرهم و لكننا حقيقة نفضل وجوها جديدة و لتكن من نفس العشيرة فنحن لسنا ضد عشائرهم. لا يمكن ان نتصور أن العشيرة الفلانية ذات التاريخ العريق ما عندها غير فلان أو أبو فلان ليظهر بكل دورة ممثلا لها بالبرلمان.
و للأسف حتى القوائم العامة التي أُريد لها أن تكون خارج المظله العشائرية التفوا عليها ليُحضروا لنا من يماثلهم من أقاربهم، فبدل أن نكون بهمٍ واحد نصبح بهمّين.
و بما أن الشيء بالشيء يُذكر، فإن قضية التفحيج لفلان تبدو سلوكاً أردنياً بامتياز و لا تقتصر على البرلمان و إنما تراه بكل تجمع اردني سواء داخل الأردن أو خارجه في ديار الاغتراب. ففي كل تجمع يظهر عليك من يريد أن يبقى مُفحِّجاً على هذا التجمع؛ و المفارقة أنهم أيضا يجدوا من بينهم من يدّعي الحكمة ليقول يا جماعة ( يعني شو ما ساوا بظل زلمتنا).
هذه الظواهر لا يحلها إلا قانون صريح بالمنع. و بغياب هذا القانون سيبقى يُطل علينا فلان و أبو فلان إلى يوم الدين أو يأتي الحل من الله جلّ جلاله بأن يسترد الأمانة و تصعد روح فلان الى بارئها.
عندما اقترب الأجل لسيدنا عمر بن الخطاب نتيجة طعنه ، أشار علية بعض الحضور بتولية ولده عبد الله بن عمر و هو الفقيه المعرف. رفض سيدنا عمر قائلاً حسبُ أل الخطاب أن يُحاسب عنهم عمر. فمتى يقول معالي و سعادة فلان الفلاني حسبي أن أحاسب عن دورة برلمانية واحدة.
إرحمونا يا جماعة
alkhatatbeh@hotmail.com