28-01-2013 10:41 AM
بقلم : م. هشام القضاة
م. هشام القضاة
لقد كان فيمن كان قبلنا و بالتحديد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم إذا أراد الرجل المنافق أو المرأة المنافقة وقولوا إن شئتم الفاسد أو الفاسدة أو الخائن أو الخائنة أو ما شئتم كان إذا أراد أن يخفي نفاقه وخيانته يلبس لباس المسلمين وينتحل هويتهم كي يأخذ راحته في نخر الأمة و حياكة الدسائس لها . فلم أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تقتضي فيه الحكمة أن تتخلى عن شيء من هويتك - طبعا دون الإخلال بمعايير الحشمة واحترام الذات – ولكن هذه المرة كي تخفي طهرك و انتمائك وصدقك وتخفي احترامك لنفسك ولأمتك وتخفي حبك لربك ولدينك ولنبيك . هذا ما جعلني وبذقني الطويلة أهم بانتخاب قائمة ترأسها امرأة ، هذه النشمية عرضنا وأختنا وزوجة أخينا و شرف كل أردني و أردنية. تفاجأ الكثير بالغباء الذي تم فيه تزوير الانتخابات لكني لا أسمي هذا تزويرا بل انفعالا غبيا. وأسوق لكم مثالا يشبه كثيرا ما حصل ؛ في يوم من الأيام قالت لي زوجتي الرز مليء بالسوس وهو ذكي جدا ومحترف بل وخبير في القدرة على الاختفاء قلت لها ضعي الرز في الصينية وضعي الصينية على النار وسيبرز السوس على السطح وبكل غباء . هذا ما حصل بالضبط عندما اشتعل الإعلام الحر الشريف تحت كراسي الفاسدين فبرزوا كما برز السوس ولا مجال لديهم للاختفاء . اغتر السوس لدينا بأدائه الفذ على المستوى العالمي في استيعابه للحراكات الشعبية وعقد المؤتمرات وقال أن الحراكات خربت وكسرت ونسي السوس أن هذا التخريب هو ردة فعل الجهلاء ممن في الحراك على إفساد وفساد قادة أجهزة أمنية وحكومية يحاكم من كشف منهم والمخفي أعظم وشتان بين تخريب جاهل مسكين وفساد ممن يفترض أن يكون ..!!! قالوا أن من كانوا يهتفون في الحراك أصحاب سوابق مع العلم أن أصحاب سوابق تداوروا على مناصب مهمة في الوطن . راهن كثير من السوس واعتقدوا أنهم حولوا الشعب الى شعب رخيص يشرى بالدينار والدرهم واعتبروا – على حسب اعتقادهم – ان الأردنيين جهلاء لا يستحقون ديمقراطية ولكن الى كبير أثبتنا نحن الأردنيين أننا أمة بناء وانتماء . قد يقول البعض لقد خسرنا الانتخابات أنا أقول لقد كسبناها لان السوس قد برز وظهر. كان هذا السوس يختفي وبذكاء وراء فزاعة الاخوان والإسلاميين فكيف يختفي الآن كيف سيبرر تزويره . لا يدل ذلك إلا انه غذي على الحرام وجبل على الخيانة . هنيئا للأخوان المسلمين هذا الانتصار رغم أني لست منهم لن تضرهم الشائعات بعد اليوم راهنتم على أن السوس غبي وكسبتم الرهان . ستتشاور قوى السوس المتخم مع ابليس في طريقة جديدة لاتعتمد على نفس الفزاعة السابقة لمحاربة الشرفاء واثارة الشائعات حولهم ليستمروا في فسادهم . ربما أعذرهم كما أعذر مصاصي الدماء في الأفلام الأجنبية الذين يقتاتون على الدماء فان تابوا عن مص الدماء ماتوا فما الحل. أريد أن أسأل مصاصوا الفساد لدينا ان كان السبيل الوحيد لديهم للبقاء أحياء هو الفساد فليعترفوا لنا فالشعب الأردني طيب ومتسامح ولن يكلفكم أكثر من طاقتكم ولربما وجدنا سوية الترياق المناسب لتعودوا الى الى انسانيتكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم . . .