29-01-2013 09:49 AM
بقلم : المحامي سمير فهد الإمام
يعيش أهل بلدي ... وبينهم ما فيش
تعارف يخلي التحالف يعيش
تعيش كل طايفه من التانية خايفة
وتنزل ستاير بداير وشيش
لكن في الموالد يا شعبي يا خالد
بنلتم صحبة ونهتف يعيش ... يعيش ...يعيش .
انفض السامر وسيذهب بعض المرشحين ممن حالفهم الحظ لمجلس النواب القادم وسيعود الآخرون تدريجيا لحياتهم الطبيعية انتظارا للمواسم والموالد القادمة وهي كثيرة .
بعد الاطلاع على الخارطة الانتخابية ومراقبة الحملات الإعلامية ومتابعة البرامج سواء للمرشحين أو للقوائم وبعد نشر كامل مخرجات العملية الانتخابية سوف اختصر هذا المقال على ثلاث مواضيع مهمة هي : القضية الفلسطينية, والمواطنة, والوهم الانتخابي وسوف اخصص لكل موضوع مقال منفصل.
1 ـ القضية الفلسطينية:
من الملاحظ إن جميع برامج المرشحين سواء للدوائر الفردية أو القوائم الوطنية والتي أطلعت عليها كانت متوافقة مع الخطاب السياسي الرسمي بخصوص القضية الفلسطينية من ناحية دعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ورفض مشروع الوطن البديل باستثناء المرشح شبلي حداد.
في خضم الحوارات الانتخابية اعتقدت أنني أعيش خارج الجغرافيا والتاريخ أو إنني في زمن سابق أو لاحق, لست ادري هل تم تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني أو نصف المملكة (الضفة الغربية ) في غفلة من الزمان ولست ادري؟ هنا لابد إن يفهم الجميع إن فلسطين التاريخية لا زالت محتلة ومغتصبة وان نصف المملكة ( الضفة الغربية ) محتلة منذ عام 1967 وحتى كتابة هذه السطور ولا يجوز إن نطالب بقيام دولة قبل تحرير الأرض والتحرير مسؤوليتنا جميعا وبدون استثناء.
عرف العالم أنظمة وكيانات تشكلت تحت حراب الاحتلال مثل حكومة فيشي في فرنسا إبان الاحتلال الألماني وحكومة سايجون تحت الحراب الأمريكية في فيتنام الجنوبية ودولة سعد حداد في جنوب لبنان وجميعها ذهبت إلى مزبلة التاريخ , إن حكومة المالكي في بغداد أو ماهو موجود اليوم في رام الله غير بعيدا عن ذلك .
نفهم الخطاب السياسي الرسمي الأردني الذي تحكمه موجبات وإحكام والتزامات سياسية عربية ودولية ولكنني لا افهم الخطاب الشعبي لكل المرشحين والموجة للغالبية الصامتة التي بوصلتها فلسطين , هذا الخطاب الذي يتحدث عن حق العودة يبقى ضبابيا وصعب المنال بدون العمل بكافة الوسائل المشروعة وبملء الحق لاستعادة كامل الحقوق المغتصبة بما فيها حق العودة .
أما مقولة الوطن البديل فهي تعني نظام حكم بديل وهذا غير موجود سوى في عقلية بعض المتطرفين من أعدائنا الصهاينة وبعض المتخلفين من داخل الوطن وان ادعوا حرصهم على امن واستقرار هذا الوطن . وهنا لا بد إن يفهم الجميع إن الغالبية الصامتة تعتبر الأردن وطننا أصيلا بموجب قرار الوحدة نيسان 1950 وهي تعتبر الضفة الغربية أراضي أردنية محتلة ولا يعنيها قرار مؤتمر الرباط ولم تطالب بفك الارتباط وتتمسك بهويتها الأردنية التي لا تتعارض مع الهوية الفلسطينية وتعتبر الهويتان عربيتان متحدتان في مواجهة الهوية الصهيونية .
من خلال هذا المقال اوجة الدعوة لجميع النواب الذين حالفهم الحظ والذين لم يحالفهم ولجميع القوى والأحزاب السياسية والحراكات لتشكيل قوى شعبية ضاغطة لتحرير القيادة السياسية الأردنية من المسؤولية الأدبية اتجاه الخطاب المشهور الذي نتج عنة فك الارتباط لتعود الأردن لدورها الأساسي والمهم في القضية الفلسطينية( أهم ملف بالعالم) من خلال الجغرافيا ومواطنيها الذين يعتبرون القيادة السياسية الأردنية هي ممثلهم الشرعي والوحيد وهم الغالبية العظمى من أصحاب الحقوق المغتصبة في فلسطين وسيبقى الأردن مركز الثقل الحقيقي لهذه القضية شاء من شاء وأبى من أبى.
يتبع في المواطنة .....2