29-01-2013 10:58 AM
بقلم : فواز الحسنات
منذ فتره ليست قصيره دخل وطننا وادخلنا معه في عدة دوامات وللأسف كلها فارغه وكلما دخلنا في دوامه لعلنا نخرج ببصيص امل لأيجاد حل لمعضلة ما خرجنا فارغي الايدي والسبب ان الدوامه التي دخلنا بها فارغه بالأصل فألى متى سنبقى ندور وندور في تلك الدوامات التي افقدتنا التوازن وبعثرت افكارنا وهزت كياننا الوطني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
فدوامة الفساد وهي اكبرها الم يدخل بها الوطن في العمق لدرجة اننا وصلنا لمرحلة كمن يحمل قربة ماء بألف ثقب فوق رأسه كلما اغلق احدها انهمر الآخر. الم تكن الهيئه التي شكلت لمكافحة الفساد دوامة فارغه اذا ما قورن حجم مكافحتها بحجم ملفاتها .هل استطاع صاحب قرار ان يحاسب من ثبتت ادانتهم كي يضع حدا للحناجر الملتهبه وتصدح صباحا ومساء مطالبة بمحاسبة الفاسدين حتى اصبحت حجة من قبل المواطن على صاحب القراروهل عجزت السلطات والحكومات والمحاكم والدولة بأكملها عن الدوس على رأس فاسد في وضح النهار وامام عامة الناس كي يرتدع غيرهم وننجو من هذه الدوامه التي قد تعصف بالوطن بأكمله.
الم يكن تشكيل الحكومات والبحث عن رجل دوله لقيادة اي حكومة ومعه بالطبع فريق وزاري عبارة عن دوامه ندخلها مرتين على الاقل في كل سنه ونكتشف انها دوامة فارغة تصدع رؤوسنا تبدأ عملها بأوامر تحدد حركة السيارات وتخفيض المياومات والسفروترفع الاسعاروالضرائب وتضع من القوانين الهشه امام النواب كل قانون اسوأ من سابقه وكلها غير مدروسه وحسب اهواء المتنفذين ومثيرة للجدل عدا عن ان بعض الوزراء لم يتعدى حدود عمان في كل فترة وزارته.
الم نتذكرجميعا الوزاره التي قادها اربعة وزراء في ثلاثة اشهر !! في الوقت الذي يجب ان يجوب الوزراء الوطن طولا وعرضا يتلمسون مواطن القوة والضعف حتى تكون قراراتهم منسجمه مع واقع الحال للوطن والمواطن المغلوب على امره.
اولم تكن رحلة البحث عن رئيس للوزراء في كل مرة هي مضنية للملك أعانه الله بسبب انحصار خياراتها بعدد اصابع اليدين وما يشوب كل خيار من شوائب تجعله لا يتوافق مع المرحله فتارة يعاد من تمت تجربته سابقا وتارة يجلب من هو في منصب دولي واخرى تعطى الفرصة فيها للشباب حتى ولو كان من نسل المجربين والمخضرمين ومن يسمون بالنخب السياسيه , فلماذا هي مضنية ولماذا في كل مرة نجد انفسنا ووطننا في دوامه جديدة وفارغه ايضا فمن افسد نخبنا السياسيه ومن افسد نخبنا الاقتصاديه وهل عجزت بطون النساء الاردنيات عن ولادة رجال اكفاء وقيادات نظيفه من خارج تلك( النخب ) يكون قادرا على ممارسة الحاكمية النظيفة لكي نخرج على الاقل من احدى اصعب الدوامات واعنفها وهي دوامة العنف المجتمعي والتي كانت تلك القيادات هي ابرز مؤجج له بسبب عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لمعالجة كل حالة على حده وضمان عدم تكرارها.
الم يكن السبب هو بعدهم عن عامة الناس من حيث العادات والتقاليد والاختلاط كونهم الطبقه المخمليه وكأنهم اتو من كوكب آخر,تسمع احاديثهم وهم يتحدثون فيما بينهم عن اسم يتكرر على السنتهم وتحزن لقصته من شدة تعاطفهم على من يتحدثون عنه وتصعق عندما تعلم ان الاسم لأحد كلابهم. اما أولادهم يترنحون وبالكاد احدهم يستطيع حمل بنطاله ولا يتحدث الا عن لندن ونيويورك وفيينا ونوع السيارة التي اشتراها له والده المبجل وتغيب عنه سنتين وتجده في منصب حكومي بأربع سكرتيرات ومدير مكتب وخمس سيارات خاصة غير الاداريات وما يكفي لموازنة محافظة بأكملها تحت امرته وتطلب منه الخدمة لموقع ما في الوطن ويبادرك بالسؤال( وين مكانها البلد هاي بعمان)؟؟ لأنه لا يعرف الا عمان ولا يعرف الا اصدقائه وصديقاته وكلبه ومكان السهر والسفر خارج البلاد .الم يكن هؤلاء ومن على شاكلتهم ادخلونا في دوامه وفارغه ايضا.
واليكم الدوامة الكبرى دوامة الانتخابات لمجلس النواب والتي اصبحت كل سنة ونصف او سنتين على الاكثر وجب علينا دخول معتركها فتدور بنا وتضربنا ببعضنا فتقرب البعيد وتبعد القريب وترفع البعض ممن لا يقام له الا بسوق الخنا وزن بميزان ( مع الاحترام لشاعر الوطن عرار رحمه الله ) وتذل من كان في اهله علما وبعلمه تبنى اوطان وتأتي بمن كان بالأمس مغتربا حاقدا وللوطن جاحدا وغيره ينكر انه للأموال غاسلا وآخر أذ به يصول ويجول في الوطن ويوزع المساعدات والخبز على من تقطعت بهم السبل في الثلوج ومحطات فضائيه تبث له مباشرا ويتلون مع اي مجتمع بحسب لون ما يرتدي من شماغ نصفق له ايا كانت سوابقه ويصنع له مجدا ومن يستحقون المجد مهمشون وغيره يفوز فوزا ساحقا مصطنعا ونذهب لنضع له الصوت ولو كنا لا نملك شيئا من اجرة الطريق وهو يهنأ بالكرسي و بعصير التفاح.
الم تخرج نتائج الانتخابات ونحن لا نعلم كيف حسبتها و تتأخر نتائجها خصوصا ما سمي بقوائم الوطن وتتغير وتتبدل وتضيع صناديقها ويثور المتشككين والمتضررين في الوطن من شماله الى جنوبه ويحرقون ويعتصمون ولاننسى الضحايا الذين قتلو او اصيبو بعيارات ناريه نتيجة هذا التخبط .
اليس هذا لأننا لم نخرج من دوامة المجلس السابق بقانون توافقي بل خرجنا بقانون كرس العشائريه حتى في المدن الرئيسية وابعد الاصلاحيين الحقيقيين محبين الوطن بالطبع لا اقصد الاسلاميين فقط وعمل على افراز نوابا استغلوا ملائتهم الماليه واستخدموا المال السياسي للوصول الى البرلمان وها نحن على ابواب مجلس سيعيدنا في وسط الدوامه لدورة قادمه, الله وحده يعلم كم مدته, وكم سنخسر من الارواح وكم سيتأثر الاقتصاد نتيجة توقف عجلة السياحه وغيرها من عجلات ديمومة الوطن وصموده وكم هي تكلفة المحافظة على الامن من قبل الاجهزه الامنيه التي تتابع الحراكات المستمرة يوميا و اسبوعيا.
هذا هو واقعنا مع الاسف وكله من اجل ان نصل الى من يتقي الله في الوطن وفي المواطن ومن اجل نركب قطار النجاة الا وهو الاصلاح الحقيقي الذي يبعدناعن الدوامات وقطار النجاة هذا لا يستطيع قيادته الامن هم يحملون رخص قياده من فئة الحاكميه النظيفه.