حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30312

مِن الآخِــر

مِن الآخِــر

مِن الآخِــر

29-01-2013 11:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عوّاد

إمّا نهوض من جديد أو هبوط أكثر من الإنحدار ؛ أحدهما كان الإختيار ، إمّا صفاء ونقاء أو غيمة من السّواد ؛ أحدهما كان بالإنتظار ، جاءت الإنتخابات وأعلنت النتائج وحدث التشكيك ، فأين الصّواب ؟ أين الرّشاد ؟

إن كنت فائزا وأنصارك فأنت على صداقة مع " نزيهة " ، وإن لم تكن كذلك فأنت على عشق مع " قبيحة " ، أصبح الحال أسوء ممّا كان ، لأننا لا نسير وفق قناعاتنا ومنهجنا ، بل ننساق وراء مصالحنا وأعمالنا ، فأين كان المصير حَسُن هنالك المسير .

التدمير أشدّ إيلاماً ، والإطارات أعظم اشتعالاَ ، والفتيل أكبر احمراراً ، والفتنة أسرع إيصالاً ، فابتعد عن ذلك وكن أكرم أخلاقاً ، وأرفع مقداراً ، وأرقى تعبيراً ، وأوسع صدراً ومكاناً .

الأسماء تقررت الآن ولن تتغير كما كان ، والعملية انتهت والمريض ما زال على السّرير يعاني من الغثيان ، والطبيب في غرفة الإنعاش ينتظر ليكون أهلا لاختياره وإيصاله ، والقاتل يترقب ويريد التّخلص من آثاره وأدواته .

الوطن احتمل الكثير وأصبح غير مطالب بتحمّل المزيد ، وليس من المناسب أن يستمرّ في الإنغماس بالطّعم المرير ، والمواطن تذوّق من جميع النّكهات وبات خبيرا بالطّرائف والعبارات ، والمرشّح وصل إلى نائب وجلس على كرسي القرارات ، فقد حان الوقت للظهور والتحرّك ونبذ السّكون .

ليس الحلّ بالتبرير ، وليس الصّواب بالتخذيل ، لن أصادق نزيهة ولن أقيم علاقة مع قبيحة ، ولا أرغب بطعن الطّبيب حتّى أشاهد المريض ، ولا أريد معاقبة القاتل لأنني لا أستمتع بإراقة الدّماء وقتل الأبرياء .

ما النّهاية وأين تنغمر البداية ، تهديد أو وعيد ولا يهمّني المزيد ، ولمن فرزه الشّعب باختلاف الطّرق والأساليب ؛ فإن كانت مستقيمة فاستمرّ بذات الطّريق ، وأمّا إن وصلت إلى قلوب الشّعب بأساليب ملتوية واستغللت العواطف والأشجان ووصلت إلى قبّة البرلمان فعدّل السّلوك واجعل من المسار قويم ، فبعد اليوم لن يرضى أحد بالإعوجاج والتّضليل .

المريض طال مرضه ، والسقيم أصبح يطلب الصّحة وأخذ بالإبتعاد عن العلّة ، فلا تتمسّك بالوباء ، واجلعوا من أفعالكم وأقوالكم تبرئة لكم أمام كلّ المشككين ، وإلّا فالكلّ سيكون من المطالبين ، ولن تقتصر على " نزيهة " و " قبيحة " لأنّ العملية لا بدّ أن تنجح ، والطّبيب لا بدّ أن يكافأ ، والقاتل سيأتي يوما ويدفن في التّراب .

إذا حصل الطّالب على علامة عالية فإنّه يمدح أستاذه ، وإلّا ذمّه واحتقره وجعله السبب للذي وصل إليه ، وهو من وصل إلى ذلك بيديه ، فليس اللوم بالمناسب إلّا إذا أردت لوم نفسك لاختيارك الذي كان ، ولمن تمّ اختياره " لا تركن " وعليك بأفعالك التي تتوافق مع أقوالك التي نطق بها لسانك حتى لا يلتجأ أحدهم إلى لوم نفسه ، فعندها لا مصير ، وساء هنالك المصير !! .

من الآخر ... فللي بدي أحكيه ، إذا بدّك تشتغل يا نائب بشكل صح خليك ، وإذا بدك تلعب فنصيحة احمل اغراضك والمجلس اخليه ، واحكي مع السّلامة فالشّعب مليء والله إنّه مليء بللي للوطن بدمّه بفديه وبحميه .








طباعة
  • المشاهدات: 30312
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم