بقلم : مهدي جرادات


مرّ عرسنا الوطني قبل أيام وقد فاز من فاز وخسر من خسر ،ولأول مرّة إمتعضت من هكذا إنتخابات،ولم يستفيد منها إلاّ حيتان الفساد وأعداء الوطن،فأبناء الأردن الغالي أصرّوا على نجاح ذلك العرس على الرغم من الغوغائية التي تهدم وتثأر،فهم أولاً جزء لايتجزأ من الإنسانية السمحة،ولايعقل في تاريخ الديمقراطية كلّها أن ننتخب الّذي يستحق ومن ثمّ تزوّر الأصوات لخدمة مصالح وأهواء خارجية.
عندما صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على إنشاء الهيئة المستقلة للإنتخاب برئاسة معالي الدكتور عبد الإله الخطيب،سارعت الهيئة إلى إستخراج قانون الهيئة من قبل مجلس مفوضيتها،ولم يطبق هذا القانون في تلك الإنتخابات المؤسفة على شبابها بنسبة 10%،فلماذا يا أهل القانون والعدل أرهقتكم أجسامكم لإستخراج هكذا قانون ومن ثمّ لا نعمل على تطبيقه،أي على قاعدة "بلّه" وإشرب ميته"؟.
بعد إعلان النتائج المضلّلة لتلك الإنتخابات سارعت الجهات الراعية لهذه المسيرة الديمقراطية لتقول أنّ هذه الإنتخابات هي نزيهة وشفافة وجرت بأجواء ديمقراطية تعبّر عن نبض الأردنيين لحبّ وطنهم،بوركت الجهود،ونقول أعظم الله أجوركم يا من شعرتم بالظلم لأنّ إرادتكم الديمقراطية قد زوّرت،فالمال السياسي إستشرى حتّى النخاع،فمن يحاسب من؟
إلى هيئتنا الموقرة بقيادة معاليه أوجه لكم رسائل قاسية تستحقونها،ولكن قبل ذلك أهنئكم على هذا التزوير الرائع والمجلس القادم سيكون أسوأ من قبله،وأناملكم التي زوّرت ستشهد عليكم يوم الحساب فهذا هو اليوم الموعود،فالرسالة الأولى نقول لكم:أنّنا لسنا بهنود حمر لنصدّق ما إدعيتم به أمام الملأ،وخصوصاً عندما تأخرتم في إعلان النتائج وهذا هو بداية التزوير،ومن ثمّ إعلان أسماء فائزين عن طريق الفضائيات وجعلهم فائزين،ومن ثمّ ينقلب السحر على الساحر ويتم إعلان فائزين آخرين والحجّة الأخطاء المطبعية وبطء الربط الإلكتروني وقصص حصيدة..ولهذا فإنّ هذه الهيئة زوّرت كرامات الأردنيين.
لا أعلم يامعالي نزيهة كيف يفوز مرشح في بداية الأمر ليحتفل أنصاره بالفوز،وما لبث بعد برهة أن تحول فرحه إلى حزن؟..فهل النزاهة هي التردد في إعلان النتائج سلفاً على الرغم أنّ جلالة الملك وفّر لكم كلّ شيء؟،أرجوكم لقد مللنا حججكم ومللت الناس منكم ولكن قليل منكم الشكور.
لعيون معالي نزيهة أقول مارأيك بما صرّح به الأحمق زكي بني إرشيد نائب الأمين العام لجماعة الهنود الحمر المسلمين وذلك عندما صرّح أمام وسائل الإعلام:"بأنّ دائرة المخابرات العامة تحتفظ بماكينتين لتزوير البطاقات الإنتخابية وهناك 52 ماكينة أخرى إختفت"،طبعاً ما رأيكم بهذا الإفتراء أو هذا الجنون؟
أتسائل هل جماعة الهنود الحمر لديها جواسيس وعملاء داخل الدائرة الأمنية المحمية بضراوة بأسوارها الشاهقة وحرسها الأشاوس؟وهل لايعلم هذا الأحمق بأنّ دخول الدائرة ليس كسبيل لأي مار وخاصةً أنّ من يدخل هذه الدائرة من الزوّار إلاّ بموعد رسمي مع أحد ضبّاطها؟،فأعتقد حبوب الهلوسة مسيطرة على تلك الجماعة..
أقول وبصراحة أنّ توقيت هذا التصريح المخادع جاء مع لحظة إنتظار أبناء العشائر الأردنية نتائج هذه الإنتخابات وهم على أعصابهم؟ والهدف ضرب العشائر بأجهزة النّظام،فلماذا هذه القلقلة من جماعة فقعت من الغيرة والحقد على هذا البلد طالما أنّهم قاطعوا ولم يشاركوا بأي عملية ديمقراطية على الوجه المطلق؟ وهل معالي نزيهة غايب طوشة عن هذا المشهد؟
وهل تصريحاتك جاءت على طريقة حزّر فزّر؟وهل تجرؤ يا شيخنا ياراعي الهذلة أن تقول أن هناك عشرات الماكينات زوّرت إنتخابات شيخكم المرسي في مصر وخاصةً أن ترجيح كفّة اليد كانت لصالح أحمد شفيق؟يا راجل ممكن تقول لي ماقصة هروب شيخكم المرسي من أحد المساجد بدون حذاء قبل أيام؟
هل مازلتم تتصدّرون المشهد السياسيي الأردني على قاعدة"رزق الهبل على المجانين"؟ وماهي أخبار حراكات كلّ شيء بدينار للإصلاح والتغيير.؟ فلا ننسى أن نعزّيكم بشرعيتكم الخاسرة والتي فشلت فشلاً ذريعا.وأخيراً ما رأيك بتصريحات أخوك بالرضاعة قبل أيام وهو محسوب عليكم بأنّ جماعة الأخوان المسلمين تمتلأ فيها المال السياسي وهي أكبر مستثمر في القضية الفلسطينية؟.
ولذلك نحن في الأردن نعاني من نزعة الأهواء الشخصية وبيزنس الشياطين، فإنّ الهيئة المستقلة هي التي زوّرت الإنتخابات وزوّرت كذلك إرادة الأردنيين وليس لدائرة المخابرات العامة التي رضخت لأوامر الملك الصارمة بعدم التدخل بشكل نهائي أي علاقة بالتزوير؟
وبصورة وبأخرى أعطني يا سيدنا الشيخ أي نظام عربي أوعالمي سيطر على المال السياسي، وخاصةّ أنّ أحد شيوخكم صرّح بوجود المال القذر بحوزتكم وهو ضمن سياستكم المعهودة؟وإليك يا معالي نزيهة أمثلة بسيطة ومقنعة:
*هل قرأت أو سمعت عن أحد مرشحي محافظة الكرك والّذي فاز بعد إنسحاب ثلاثة مرشحين في وقت واحد لصالحه،وسيكون علماً هذا الفوز هو أسرع فوز في العالم على طريقة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وخاصةً وقد أعلنتم أن آخر موعد لإنسحاب المرشحين هو 12/1/2013،ولماذا لم تحقّق بهذا الفوز؟
*في بداية الترشح معاليك أعلنتم عن أسماء المنسحبين ليبلغ في بداية الأمر 52 مرشح،ولكن ما لبث أن زاد الرقم إلى 103 مرشح دون إعلان أي إسم أووضع أي وسيلة إعلام مهما كانت حجمها بصورة ما يحدث؟
*لماذا يا معاليك حسب ماورد في بعض الشكاوي وأكّدتها منظمات حقوق الإنسان لم يستعمل الجهاز الكاشف للتزوير وذلك بعد تمديد ساعة الإقتراع إلى الثامنة مساءاً؟وأتسائل ماذا جرى في هذه الساعة الكارثية؟
*أسأل معاليك من أين أتيت بنسبة الإقتراع والتي أعلنت عنها(56،6%)،فإذا علمت أنّ عدد الذين يحق لهم الإقتراع وقاموا بعملية التسجيل (2،272،182) ناخب،ولكن بعد ذلك نجد أنّ فقط كما نشرتم(1،288،043) ناخب إقترعوا في تلك الإنتخابات،فأتسائل أين ذهب (984،139)ناخب وكانوا مدرجين على قوائم الهيئة المستقلة بغية ممارسة حقّهم الدّيمقراطي؟ هل هذه نكتة أم لتلافي الإحراج أمام الملك أم ماذا؟
*ومارأي معاليك بالفيلم الهندي"كن في السجن وفوز" وأقسم أنّك أضحكت العالم علينا وخصوصاً أنّ المال السياسي قضى علينا وأصبحت مقرات المرشحين وكالات تجارية دون تحريك ساكن من الأجهزة الأمنية..فمستقلة مين والناس نايمين،فلماذا كلّ من ضبط بالمال السياسي لن تتوقف حملته الإنتخابية بل لا المضحك أنّهم سمحوا لهؤلاء المرشحين بمتابعة أخبار الإنتخابات من خلال شاشات داخل السجن ..ما شاء الله على هيك نزاهة!
وطننا يامعاليك يأن من الفقر والجوع والبطالة والفساد والمفسدين،فإذا هؤلاء مع الإحترام ستقنعنا أنّهم سيفعلون شيئاً ستكون مخطيء، لأنّهم جاؤا من أجل الرواتب والإمتيازات والوطن آخر شيء في حساباتهم؟وآخر خبر سمعته من أشخاص موثوقين أن بعضاً من هؤلاء عليهم قيود أمنية؟ وهل صحيح يا معاليك أنّك ستحصّنهم حتّى ولو ثبت أنّ بعضهم أكلوا الحقوق وبالغوا في الجنح ؟ أجيبك حاشاً لله.دائماً نحمي الفساد والفاسدين وهذه سمة أهل الديمقراطية الحقّة التي عودتمونا عليها؟
جلالة الملك الإنتخابات زوّرت وهناك مرشحون فازوا بشرفهم وعصاميتهم ولكن حيتان الفساد لايريدون للشعب أن تستمر ديمقراطيته وأن يكون النزاهة في بلادنا مستقبل زاهر،ولهذا فوز 58 نائب سابق يعني أنّ المسرحية في أوّلها ولن يدوم المجلس أقل من عامين،بل سيكون أسوأ من سابقه.
حيتان الفساد كما أسلفنا لايريدون لمجلسنا القوة والمنعة، فماذا يريد الشعب الأردني من هكذا مجلس مليء برجال الأعمال وتجار الأراضي ونواب سابقين؟وهل فرض علينا أن يكون نوابنا يملكون أوراق طابو أويدفعون خلوات مقابل حجز مقاعدهم من المجلس العاشر إلى المجلس السابع عشر؟..والله حرام فهؤلاء نفس العقلية ونفس المزاجية ،إرحمونا يرحمكم الله.
يا جلالة الملك الحكومة البرلمانية لن تستمر، فهؤلاء جاؤا للسمسرة والبزنس ومن أجل رضا وراضي ،نناشدك يا مولاي بعدم الموافقة على تلك النتائج،فاليد الخارجية أقسمت أن تحرق البلاد ولكن كفانا غرقاً في الوحول،متمنيين من هيئة مكافحة الفساد التحقيق في تنلك النتائج المزوّرة والعبثية،حيث أقف إلى كلّ مظلوم ومقهور في هذا العرس الوطني وخاصةً ممّن عملوا لهذا الوطن،ونتحسّرعلى 80 مليون دينار أو أكثر كانت تكلفة الحملات الإنتخابية التي ذهبت هباءاً منثوراً ،فأعتقد أنّها كافية لدفعها لفقراء الوطن من الشمال إلى الجنوب.
ولكن بخصوص مهزلة التحالفات الإنتخابية فهذه ليست إلاً دمية متحركة تحرّكها الهيئة المستقلة،فأصحاب تلك التحالفات تمتلأ جيوبهم ويشترون الفلل والمنازل الفارهة ومستعدون لبيع الوطن بتقاريرهم الفاسدة..فهم من يصنعون الخطر الكبير لهذا الوطن،والحجّة مراقبة الإنتخابات،فأتحدّى أكبر زعيم فيهم أن يواجه الدّولة بأي حالات تزوير فهؤلاء قبضوا وإنتهت مهمتهم.
ولهذا أسأل معاليك مالحكمة من إختيار23/1/2013 موعداً للإقتراع وخصوصاً وأنت تعلم بأنّ الكيان الصهيوني إقترع قبلنا بيوم واحد،وجاءت بعد أيام من تنصيب الكاذب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وسادن الشحبار الأسود،وبعبارة أو بأخرى هل يقف السفير الأميركي وراء تلك المهزلة؟..فإذا كانت هذه النتائج من أجل أهداف خارجية ولخدمة اليمين الصهيوني،عندئذ نقول أنّ هذا أمر غير مقبول ولن نسامحك عليه ، لأنّنا دائماً نقول بإستمرار الله أكبر على كلّ فاسد ومتآمر على بلادنا.
ولهذا أقسم بربّ نزيهة بأنّني نادم على مشاركتي في عملية الإقتراع،لأنّني لا أعلم أن تكون سبابتي التي غمستوها في الحبر السري ستكون لصالح النائب الذي لايستحق،حسبي الله ونعم الوكيل،وأخيراً فإنّ مستقبل هيئتكم هوإغلاقها بالشمع الأحمر من أجل التخفيف على ميزانية الدّولة لأنّنا نعاني من عجز في الموازنة،والجريمة المقترفة هي الضحك على الشعب الأردني،فندعوكم يا أبناء شعبنا أن تقرؤا الفاتحة على روح نزيهة ،واللّهم إرحمها وإجعلها في عليين آمين.