31-01-2013 10:21 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
تنافس العرب الاوائل بشجاعتهم وفروسيتهم وكرمهم حتى برز فيهم أشجع الفرسان وأعظم القادة وتنافسوا كذلك بشهامتهم وبكرمهم ووفائهم حتى ظهر فيهم أسخى الناس وأكرمهم وأنبلهم وتنافسوا بفصاحتهم وشعرهم وأدبهم حتى برز فيهم نوابغ الشعر العربي وشعراء المعلقات ... وبعد مجيء الاسلام ظل العرب على هذا الحال وتلك هي معانيهم وهذه هي صفاتهم وأخلاقهم لكن الاسلام ربط تلك الأخلاق بالتقوى وزينها وجملها بالايمان فازداد مع الاسلام شموخ العرب وسيادتهم وظهرت فروسيتهم وشجاعتهم وفاص أدبهم وعم سخاؤهم بعد أن أيقنوا بأنهم بتلك الأخلاق العظيمة وتلك الصفات النبيلة سينالون رضا الله ويظفرون بنعيمه المقيم ...
لقد قال العرب : إنها دنيا قصيرة ولن نرضخ وننقاد فيها لهوى النفس الحقيرة ... وإنها دار ابتلاء وسنحسن فيها الأداء ... وإننا فيها في صراع دائم مع النفس والشيطان وسنلجم النفس بالورع والزهد وسنقهر الشيطان بالتقوى والذكر والايمان ...
وبهذه الرؤية الثاقبة لحقيقة الحياة وبهذا الايمان الحقيقي الصادق وبتلك الاخلاق العظيمة والمعاني النبيلة ظل العرب هم قوارب النجاة لكل شعوب الارض التائهة الضالة ... وكما قطعت نساء الأرض أيديهن عندما أبصرن الجمال الملائكي ليوسف عليه السلام ... فقد وقفت كل أمم الارض مبهورة ومذهولة من هذه الأمة التي سمت بأخلاقها وارتقت بمراتبها وعلت بايمانها حتى أثنى عليها خالقها بأنها : خير أمة أخرجت للناس ... وعندها فقط دخل الناس في دين الله أفواجا وآمن أكثر أهل الأرض بهذا الدين ثم صرخوا بعد ايمانهم : هلموا ـ أيها الناس ـ إلى حيث النور المبين ... هلموا إلى حيث الحق والعدل والعفة ... هلموا إلى حيث السمو والرفعة ... فهنا ستجدون الحق الساطع وهنا هي أسرار الحياة ودروب السعادة وسبل النجاة ...
وفي هذه الايام نجد وبكل أسف بأن الامور قد تبدلت فبعد أن كان العرب هم هداة” وأسيادا” أصبحوا اليوم تبعا” لغيرهم بعد أن تركوا الرسالة الالهية وضيعوا الأمانة السماوية واتبعوا الشهوات وتنافسوا على الملذات ... لقد تاهت الامم عندما تاه العرب وانحرفت الشعوب يوم انحرف العرب والله لقد ظلت كثير من الشعوب ظلالا” بعيدا” سبقت فيه كل الأوليين من قوم لوط„ وعاد„ وفرعون وثمود ... والا فكيف يعبد الناس في بلاد العرب والعجم الشياطين وكيف يشرع في بلاد عديدة لزواج المثليين في زمان رديء اهتم فيه الناس بالشكل والمظهر ونسوا الاصالة والروح والجوهر !!!
إن غضب الله سيحل بأهل الضلالة والكفر والفجور الذين أوغلوا كثيرا في تيههم وضلالهم وتفاخروا في كفرهم وغيهم ولكنني أخشى بأن يبدأ هذا العذاب والغضب بالعرب والمسلمين الذين تركوا رسالتهم وضيعوا أماناتهم وهجروا دينهم وقرآنهم ...