02-02-2013 09:41 AM
بقلم :
إستباحة الدول العربية من قبل العدو الصهيوني ليس بالجديد , ففي كل مرة تتذرع اسرائيل بضربة وقائية هنا وهناك . فقد قصفت المفاعل النووي العراقي , وقصفت تونس وكذلك السودان . فيما تهديداتها تتواصل ضد هذا القطر أو ذاك لإخضاعه إن كان عصيّاً أو لاستمرار خضوعه إن أحسّت أنه يتململ ويتردد في تنفيذ أوامرها اللامتناهية .
نفذّت إسرائيل قصفها لمركز الأبحاث السوري , بعد أن قصفت مركزاً مماثلاً قبل سنوات متذرعة بأنه نواة لمفاعل نووي , وبعد أيام قليلة على بيان إيراني يحذر الكيان الصهيوني والقوى المتحالفة معه من هكذا مغبات .
لست بصدد الحديث عن حجم اختراق الصهاينة للأنظمة العربية . لكنني وعلى الأقل أتذكر جيداً كم من خلايا للعملاء ضبطت في السنوات السابقة وكم سربت من معلومات للعدو الصهيوني , وكم من إشارة إستخباراتية منه للنظام السوري أنه يعلم بكل أسراره العسكرية .
تحركت الشعوب العربية قاطبة وثارت لتأييد الرئيس الراحل صدام حسين بعد قصفه لتل أبيب . تلك الصواريخ العربية الوحيدة التي طالت عمق الكيان الصهيوني للمرة الأولى منذ قيامه . فزادت من حب الشعوب العربية له وتعلقهم به . ولو قصف الكيان الصهيوني قبل الإعتداء عليه لشهدنا مآلاً غير الذي رأيناه حينئذٍ .
لا أقبل كبقية العرب انتظار توازن إستراتيجي لضرب إسرائيل . فالإرادة هي أهم أسباب الإنتصار . والرد السوري هذه المرة هو الأمر الوحيد , وفقط لا غيره , يزيل الشبهات عن النظام السوري الذي روجت ضده القوى الرجعية العربية حول تقاعسه عن مواجهة عدوه الصهيوني كما ظل يُقال . وحال رده , فإن الوضع سيختلّ , ولصالحه , بكل تأكيد .