02-02-2013 09:51 AM
سرايا - سرايا - في واقعة التحرش التي وقعت وسط القاهرة خلال احتفالات عيد الأضحي الماضي، انتفض عرق الشرف والشهامة لدى الدكتور محمد البرادعي ووجّه صاروخاً عبر الانترنت - مكانه المفضل بعد النمسا - للشعب المصري يصفه فيه بأنه "شعب همجي"، ولو انتقده أحد على تلك العبارة سيرد بأنه يقصد "المتحرشين"..
هذا الموقف يدل على أن الرجل يرفض التحرش فما بالك بالاغتصاب؟!
ولئن سرى ذلك على البرادعي فإنه أوجب عند حمدين صباحي الذي يؤكد أن مبادئ حركته تنبع من قيم ديننا الحنيف، هكذا قالها وهو "محموء أوي" في مؤتمر جبهته الصحفي الذي عقدته الاثنين (28/ 1/ 2013م) وكان بجواره البرادعي وعمرو موسي وسيد البدوي زوج الراقصة المناضلة سما المصري التي تهل على الشعب المصري بطلعتها كل أسبوع وهي تقود إحدى المظاهرات.
لكن المفزع في الأمر أن البرادعي وصباحي وبقية القادة تجاهلوا حفلة التحرش والاغتصاب الوحشية التي طالت ثلاثة وعشرين فتاة مصرية على أرض ميدان التحرير وخلال احتفال الجبهة بالذكري الثانية للثورة. الخبر جاء من المجلس القومي للمرأة وعلى لسان الأستاذة شيرين نجيب المحامية بالمجلس القومي للمرأة التي قالت: "إن تظاهرات ميدان التحرير التي شهدتها البلاد خلال فعاليات الذكرى الثانية للثورة، أسفرت عن 18 حالة اغتصاب لفتيات خرجن عشية أحداث إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، حسب ما أكدته سجلات مستشفى السلام الدولي".
وقالت المحامية، في تصريحات لبوابة الأهرام: "إنها زارت الفتاة التي تبلغ من العمر 19 عامًا وهي تحت الرعاية الطبية بمستشفى السلام الدولي، حيث فوجئت بحالتها الصحية السيئة جراء إعياء شديدا إثر ما تعرضت له من انتهاكات جسدية واغتصاب جماعي وحشي؛ فقد تبين خلال الاطلاع على حالتها أنها تعرضت لتقطيع في جسدها بآلة حادة في أماكن متفرقة من جسدها النحيل، وأن من قام بنقل الفتاة إلى المستشفى سيدة وجدت مصادفة في مكان الحادث، وتبرعت للمستشفى بمبلغ 5000 جنيه".
فيما ذكر موقع "إيلاف" الإلكتروني أنه تم توثيق 23 حالة اعتداء على فتيات من هذا النوع ونقل الموقع عن الدكتورة ماجدة عدلي مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف أن الاعتداءات من هذا النوع تتم بطريقة ممهنجة!
ألم يسمع البرادعي الذي يتقطع حزنا لأن الدستور المصري لم يسمح بإقامة معبد بوذي في مصر بتلك الحوادث المروعة؟! ألم يسمع بها حمدين صباحي وعمر وموسي وسيد البدوي؟!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
المعروف أن قادة الإنقاذ هم الداعون إلى تلك المظاهرات في ميدان التحرير، والمفترض أنهم مسؤولون سياسيا عما يقع من عدوان من أي من أولئك المتظاهرين ضد آخرين يشاركونهم، هم المسؤولون سياسيا كزعماء عن تأمين مداخل ومخارج الميدان وتحصينه من اختراق أي بلطجية أو مجرمين أو مندسين كما يفعل الإسلاميون ذلك بنجاح في مليونياتهم، إذ لم نسمع بحالة تحرش واحدة في مليونية نظمها الإسلاميون.
وأسأل الدكتور البرادعي والسيد حمدين صباحي والسيد عمرو موسي إن كنتم لا تستطيعون تأمين مظاهرة من ارتكاب مثل تلك الجرائم الوحشية، فهل تستطيعون حماية دولة فضلا عن إدارتها؟! جعجعاتكم لا تتوقف باسم شعب مصر زورا وبهتانا وكلها تتجه صوب هدف واحد هو خطف الحكم من الرئيس الشرعي المنتخب انتخابا حرا ونزيها!
وأسأل الدكتور محمد البرادعي والسيد حمدين صباحي لو كان ما جري قد وقع - لا قدّر الله - على ابنتك ماذا يكون موقفك وكيف يكون شعورك، خاصة انه من المفترض أن كل النساء اللاتي يشاركن في تلك المظاهرات التي دعوتم لها في منزلة بناتكم، أم أنكم من طبقة وبنات الناس من طبقة أدنى؟!
أنا لن أسال الدكتور سيد البدوي عن موقفه من تلك الحادثة البشعة، فالرجل لم يستطع حماية نفسه وهو يشق طريقه داخل ميدان التحرير من صفعة على قفاه ما زال لهيبها مستعرا، وستظل تلك الصفعة تاريخية بامتياز، لكني أسأله: ماذا لو كانت تلك الحادثة وقعت - لا قدّر الله - على زوجتك الراقصة سما المصري، خاصة أنها مغرمة هذه الأيام بالحرص على المشاركة في التظاهرات، بل تبرزها وسائل وهي تقود بعضها، ماذا لو خطفها الخاطفون وفعلوا بها - لا قدر الله - ما فعلوه بالـ23 فتاة، هل كنت ستصمت أو يهدأ لك بال أم أنك مطمئن إلى أن المناضلة سما كفيلة بحماية نفسها، وبالتالي فطالما الخطف بعيد عن زوجتك فليس هناك ما يهمك؟!
أين المسؤولية الأخلاقية عن بنات الناس في مظاهرة انتم الداعون لها، يا من لا تكفون عن مطالبة الرئيس بتحمل المسؤولية السياسية عن الدماء التي تراق بأيدي البلطجية والمجرمين الذين تضفون عليهم شرعية بغطائكم السياسي المشؤوم؟! أين المسؤولية الأخلاقية يا رئيس أعرق حزب في مصر؟ ألا تستحق تلك الحادثة "مانشيت" عريض في صحيفة حزبك أو على قنواتك الفضائية التي لا تفوتها "دبة النملة" لكي تتوقف أمامها؟! ألا تستحق تلك الجرائم رسالة قصيرة من رسائلك على "تويتر" يا برادعي؟! ألا تستحق تلك الجرائم تصريحا تليفزيونيا مجانيا -أي لوجه الله- يا صباحي؟!
وسؤالي للقيادات النسائية البارزة من السياسيات والفنانات الشريفات اللاتي يشاركن في تظاهرات الإنقاذ: ألم يصلكن الخبر؟ الم تغل الدماء في عروقكن غضبا لبنات جنسكن وانتصارا لحقوق المرأة؟! نعم لقد عبرت الدكتورة كريمة الحفناوي نجم كل المظاهرات تقريبا وبررت لـ"برنامج 90 دقيقة" ما جري بأن سببه الكبت؟!! ولا عزاء للسيدات بعد ذلك!
أما الآلة الإعلامية في مصر فقد عميت تماما عما جرى، اللهم بعض البرامج وبعض المقالات مثل مقال الأستاذ وائل قنديل في الشروق، أما إعلام العار فلا حس ولا خبر!
أعود لقادة جبهة الإنقاذ فأقول إن تجاهلكم تلك الحادثة وعدم إدانتها في مؤتمراتكم الصحفية عار سيظل يلاحقكم، كما أن عدم تكليف خاطركم بزيارة الضحايا في المستشفي كرسالة - على الأقل - لبقية الفتيات اللاتي يشاركن في التظاهرات تأييدا لكم بأنهن في بؤرة اهتمامكم ولكن هيهات أن تفعلوا! فأنتم تجار سياسة وتجار بشر وستفشلون!.