بقلم : أ.د رشيد عبّاس

يقال والله اعلم أن واحدة من حصص الفن في إسرائيل هي حول سلاح الجو الإسرائيلي , ويقال أيضا أن لهذه الحصة عدة أهداف , البعض من هذه الأهداف معلن , والأخرى غير معلنة , هذه العقيدة التربوية عندهم ثابتة وراسخة ومتعمقة في نفوسهم , لا تتغير ولا تتبدل , لا بصلح ولا بتسوية , ولا بمعاهدة , ولا باتفاقية , والحقيقة التي لا تقبل الشك , أن هذه الحصص ترمي إلى إكساب التلميذ الإسرائيلي , اتجاهات ايجابية نحو سلاح الجو الإسرائيلي , وأن أمنه وأمانه ومصيره مربوط بهذا السلاح .
في هذه الحصة الصعبة يوفر(المعلم الطيار) , أقلام الحبر الجافة لا أقلام الرصاص , حيث أن الرسم بأقلام الرصاص حسب عقيدتهم يمكن مسحها , وهنا يكمن خوفهم على تلاميذهم من التردد في المواقف والتغيير عليها , يوفر(المعلم الطيار) أيضا لهؤلاء التلاميذ , جميع الألوان , وبالذات اللون الأزرق , ليتمكنوا من رسم الفضاء الأزرق من حولهم , وان عقيدتهم الدفاعية ترمي على أن الفضاء الأزرق من حولهم هو تحت تصرف سلاحهم الجوي .
في هذه الحصة الصعبة يسمح (المعلم الطيار) لهؤلاء التلاميذ , برسم أنفسهم ككابتن لهذا السلاح , طالبا منهم الرسم بشكل مجموعات , كل مجموعة ترسم على ورقة واحدة , هذه الورقة تتألف من أربع مقاتلات(سرب) , كل مقاتلة يقودها تلميذ , تحلق كيف ما تشاء, في أي فضاء تشاء , وكما يقال تسرح وتمرح وتتقلب في الهواء الطلق , آمنة مطمئنة , راضية مرضية , تقلب الأرض من تحتها , وتعد الحصى بمجاهرها , وما دون الحصى , تسرح وتمرح دون شهيد أو رقيب , في نهاية هذه الحصة , يطلب(المعلم الطيار) من كل مجموعة كتابة أسماؤهم على الورقة الخاصة بهم , مسبوق كل اسم بــ الطيار المقاتل , وبعمر تقديري يتراوح ما بين(16-18) عاما , واضعا لكل مجموعة علامة من 1000 , وأن الحد الأدنى للنجاح هو 900علامة .
على هذه العقيدة يتربى التلميذ الإسرائيلي, على عقيدة تغزوا أربع وتعود الأربع , تغزوا ثقيلة وتعود خفيفة , نعم تغزوا على العكس من فطرة الطيور , فالطيور تغدو خماصا فارغة البطون وتروح بطانا ممتلئة البطون , على عقيدة الفضاء , كل الفضاء من حولنا ملكنا , هذا هو السر بين (حصة الفن) و سلاح الجو الإسرائيلي , أضعه بين أيديكم يا معشر القوم !