حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23279

غسان

غسان

غسان

02-02-2013 01:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نسرين درادكة

بقامته التي عبث بها الزمن ووجهه الذي كسته الشمس سمرته وقسماته التي تستكبر على السؤال وتستعفف فاجئني "غسان" كما عرفت منه اسمه لاحقا بهمته وهو يغلق احد اغطية الصرف الصحي الذي خلفته جهة ما خلفها مفتوحا أسفل جسر ميدان جمال عبدالناصر باتجاه ميدان الشهيد فراس العجلوني.

لم يكن واجب اي مواطن مار من ذلك الشارع اكثر من مكالمة لأمانة العاصمة عمان يشتكي لها وجود الحفرة وكان بامكان غسان ان يكون مثلنا جميعا مجرد عابر طريق يتناسى هذا الغطاء المفتوح الذي قد يتحول في لحظة شرود احد المواطنين الغارقين في همومهم اليومية الى كارثة ويسقط فيها لولا ستر الله وتقديره مرور النشمي غسان الذي أبى أن يكون عابر طريق وحسب بل كان يرى الغطاء ينتهك حرمة بيته وطنه الكبير
غسان وقادني موقفه الرجولي للتجرؤ على فتح حوار معه لاعلم منه لاحقا انه يمر بضائقة فلا عمل ولا مورد ولا منزل سوى سماء وارض هذا البلد الطيب الذي اثقل عليه الفاسدون بفسادهم وتحويلهم الوطن الى مجرد أغنيات تستطلب عند الترحيب بهم ، ذكرني هذا البلقاوي الاسمر بحال كثيرين مثله يعيشون على هامش الحياة هم الافقر حالا والاحوج لبيئة صحية ولعلم وعمل وضمانات اجتماعية وهم الاغنى بكرامتهم وبترجمتهم للوطن قولا وفعلا ، بقامته العملاقه حولني بكل ما أحمل في قلبي من ايمان بوطنيتي الى مجرد ثرثارة تحيل الاردن شعرا واغنيات وكلمات ننثرها وتذهب مع الريح دون ان تقدم للاردن مثقال ذرة من صناعة او زراعة او دماء.
غسان ويا عار كلماتنا التي جبلت على شقائك وشقاء أمثالك ... غسان ويا ليت مسؤولينا يستحيلون غسانا

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 23279
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم