02-02-2013 01:58 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
ها هي الانتخابات قد افلت كغيرها مشوبة بالتزوير والتزييف والتلاعب كما ظهر من الاحتجاجات والتصوير بالكاميرات والفيديو وكانها انتهت في بعض الدوائر بتطييب الخواطر والوعد بالوظائف والوزارات والمكاسب الماديّة ولم ناخذ من الدولة ورجالاتها ورئيسي حكومتها وهيئتها المستقلّة غير الوعود واعظم القسم ولم نجد احدا منهم احتج او اتّخذ اجراءا ينمّ عن الغضب او الاستنكار او خلافه بل إصرارا على النزاهة والشفافيّة حتّى ان المرشحين الناجحين والراسبين على السواء لم يُزيلوا لافتاتهم ودعاياتهم حسب القانون مما يجعلهم عرضة للخصم من تاميناتهم لدى الامانة والبلديات فالناجحون يدفعون حلاوة نجاحهم والراسبون لا يبالون من الدفع استكمالا لغضبهم وزعلهم على الدولة ........
ومرّة اخرى منخفض جوّي وثلوج كشفت عن سوء البنية التحتيّة من جهة وعن عدم جاهزيّة الامانة والبلديات لمواجهة هذه الظروف والتحجّج بضئالة الامكانات الماليّة المتاحة وعدم القدرة حتّى على تنظيف العبّارات والمناهل وانهيار اجزاء من الشوارع وخلافه وما زال الموظّفون يكابرون بانهم قد خطّطوا على احسن وجه لمواجهة الظروف الجوّيّة التي يُقال عنها إستثنائيّة ولا يوجد موظّف جريئ يقول الحقيقة بلا خوف .
ومرّة اخرى ترتفع اسعار المشتقّات النفطيّة على المواطن ولكن هذه المرّة دون الكثير من إحتجاجات وتخريب بالممتلكات بل وحتّى دون رفع الاصوات كثيرا كنوع من احتجاج الضعيف ودون حاجة المسؤول ليبرّر الفعل الفاضح الذي اصاب كل البيوت وذلك ليس بسبب ان الاردني اصبحت فدرته على العيش افضل او ان اللقيمات التي دفعتها له الحكومة من جيبه سدّت رمقه او اغنته بل لأنّ الاردني تعوّد على اخذ التحاميل دون ان يقول اخ او يُجهر بالم واصبح عديم الاحساس بمكان وضع التحميلة اي بمعنى انّه اصبح مدمنا على التحاميل وهو الاقدر على تمييز تحاميل البخيت عن تحاميل رؤساء الحكومات عن بعضها . ويقولون ان الاردني لا يبتسم ونقول نعم فكيف يبتسم فإنّه إذا ضحك الاردني يضحك على نفسه وإذا ابتسم فإنّه يبتسم نفاقا وكذبا لجلاّديه فما الذي يجعل الفرحة تدخل لقلبه إلاّ حفنة ممن حباهم الله غنى فوق غنى او بعض من لم يُنعم الله عليهم بنعمة السمع والبصر والعقل وما دون ذلك يتمنّون الهجرة والاغتراب وحتّى الموت خوفا من ان ياتي زمان قريب ينقرضون منه ويعرّفون فيه بقوم الفاسدين كما انقرض قوم الحشّاشين واللوطيّين وغيرهم ......
فالذي يجري لا يبعث على التفاؤل وليس لدى الشعب مع ما تطرحه الحكومات من تفاعل ومع مرّ الايام الامل في التحسّن يتضائل فالحكومات من نسل واحد ليس لديها تحسّن او تساهل حتّى لو جاء وليُّ صالح فإنّه عندما يصل الدوّار الرابع يتحوّل الى رجل اخر يشعل المشاكل ويطفئ المشاعل ولا تأخذه في الناس لومة لائم من كثر المشاغل وينزع العمامة عن الرأس ويقسم اليمين تلو اليمين بانه عن الجاه والمال ليس بسائل .
وفي الاردن ثبت وجود طائفتين فقط هما الفقراء والاغنياء واحيانا الحكام والمحكومون واحيانا الفاسدون والشرفاء واحيانا المعارضون والموالون واحيانا الراضون والزعلانين واحيانا الصامتون والناشطون واحيانا الاردنيّون والفلسطينيّون والغريب ان الاردن قد طوّر العلاقة بين اي من الطائفتين بحيث اصبح من السهل جدّا ان ينتقل اي اردني من الطائفة الاولى للثانية بكل يسر وسهولة دون اي كلفة او خجل او مبرّر .
وتنقّل المواطنين من جهة الى اخرى قد يكون ناجم مع تراكم عدم الوفاء للارض والوطن او نتيجة السياسات العليا في توزيع المكاسب والوظائف والغنائم بطريقة خاصّة ومميّزة بحيث تجعل الموالي غير راضي لانه يشعر بان غيره اخذ حقّه والمعارض يشعر ان المكاسب التي اخذها لا تساوي انتقاله من طرف لاخر فمن السهولة ان ينقلب وهذا يجعل المثل القائل ان ملح الحكومة لا يغلّْ هو حقيقة واقعة والغريب ان كل تلك التحوّلات كانت ترعاها دائرة المخابرات العامّة التي ثبت تورّط بعض مدرائها في قضايا فساد كبيرة تتعلّق بجرائم تمسْ الوطن كغسيل اموال واصدار جوازات سفر والتجنيس وتوريد احتياجات الحكومة من اجهزة كمبيوتر او غيرها وقس على ذلك فهل ان الاردني عندما يصل لمرحلة معيّنة من الحرام يصبح تحت سيطرة الجشع وعدم التمييز بين الحرام والحلال في حقّ وطنه . الاردن بلد له الحق بالحياة ولرايته الحق بان تبقى خفّاقة ولارضه ان تبقى مُصانة ولقيادته كل الاخلاص والطاعة والاحترام فقط هو بحاجة لاخلاص المسؤولين وقناعتهم وتغيير السياسات ليسودها العدل والمساواة وتبدأ من إحترام حقوق المواطن واعتباره هو صاحب مقدّرات الوطن وليس المسؤولين والفاسدين .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة ومحق الله الفاسدين فيه .