سرايا - سرايا - عمان - تترقب أوساط الكرة العربية انتخابات الرئاسة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم المقررة يوم الخميس 2 أيار (مايو) المقبل، وهو اليوم الذي سيشهد انتخاب ممثل عن القارة الآسيوية في اللجنة التنفيذية لـ"فيفا" وانتخاب نائبة رئيس في الاتحاد الآسيوي وعضوتين في "الدولي".
ورغم أن فترة الولاية لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي ستكون لعامين 2013-2015، إلا أن المؤشرات الحالية تؤكد سخونة "المعركة الانتخابية" المقبلة، وتؤكد ايضا على أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا، ما لم يتنازل مرشحان عربيان لصالح مرشح عربي ثالث، يمكنه مواجهة الصيني جانغ جيلونغ "القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي حاليا بعد إقالة الرئيس السابق محمد بن همام".
والخلاف العربي - العربي ليس بجديد في سباق الانتخابات الآسيوية، سواء ما كان متعلقا بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي او الجمعية العمومية للاتحاد الدولي "فيفا" او بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي عن القارة الآسيوية.
ففي العام 2009 انقسم العرب بين مؤيد ومعارض لاحد المرشحين: القطري محمد بن همام والبحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، ونجح بن همام في حسم الصراع لصالحه بنتيجة 23 صوتا مقابل 21 صوتا لمنافسه، وتم آنذاك إستبعاد صوتي افغانستان وتايلند بسبب أخطاء إجرائية خلال العملية الانتخابية.
وبعد هذه الجولة الانتخابية ظهر واضحا انقسام العرب، وبدأت عملية "تسوية الحسابات"، وقدر الله أن لا يترشح أي من العرب في مواجهة القطري محمد بن همام لرئاسة الاتحاد الآسيوي، لعل وتيرة الخلاف تهدأ.
واستعد الآسيويون لانتخابات نائب رئيس الاتحاد الدولي، وانحسرت المنافسة بين المرشح العربي سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني وغرب آسيا والكوري الجنوبي تشونغ مونغ، وكان واضحا أن محمد بن همام يقف إلى جانب المرشح الكوري الجنوبي وكأنها "معركته الانتخابية"، فيما بذل سمو الأمير علي بن الحسين جهدا كبيرا في الحصول على الغالبية العظمى من الاصوات العربية، ونجح في إقناع دول آسيوية اخرى ببرنامجه الانتخابي، القائم على نقل هموم القارة الآسيوية ومعاناتها إلى "فيفا" والبحث عن حلول للصعوبات التي تواجهها، ومحاولة دفعها قدما بعد استثمار طاقات شبابها وشاباتها، وإنتصر الأمير علي في "انتخابات الدوحة" وحصل على 25 صوتا مقابل 20 صوتا للمرشح الكوري الجنوبي، وربما كان الشيخ احمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أكثر السعداء بانتصار الأمير علي وخسارة تشونغ ومحمد بن همام معا.
وعلى بعد أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الآسيوية، فإن ثلاثة مرشحين عرب أعلنوا رغبتهم في خوض الانتخابات على منصب رئيس الاتحاد الآسيوي، حيث دخل السعودي حافظ المدلج "عضو المكتب التنفيذي الآسيوي" على خط المنافسة الساخن، إلى جانب رئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة ورئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال، بالاضافة إلى المرشح الصيني جانغ جيلونغ.
منطقيا... لا فرصة لأي مرشح عربي في ظل الانقسام الحالي بوجود ثلاثة مرشحين عرب في مواجهة شخصية كبيرة بوزن جيلونغ، استطاعت العمل في الآونة الاخيرة على خلق صداقات وخطوط اتصال مع الدول الآسيوية خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت عهد القطري محمد بن همام، وعدد الاصوات العربية ربما يشكل 27 % من إجمال عدد الاصوات داخل الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوية لكرة القدم، وتتمثل الاصوات العربية بدول: الأردن وفلسطين وسورية ولبنان والعراق واليمن والسعودية وقطر والامارات والكويت والبحرين وعُمان، وبالتالي فإن المرشح العربي يحتاج إلى 12 صوتا عربيا بالدرجة الأولى، ومن ثم يبحث عن نحو 13 صوتا من بقية الدول الآسيوية لضمان التغلب على المرشح الصيني. وهذا الامر يتطلب اتفاقا عربيا على شخصية واحدة يمكنها الدخول بقوة في سباق الانتخابات، ما يشير إلى ضرورة تنازل احد المرشحين العربيين حاليا "البحريني والاماراتي" وعدم دخول المرشح السعودي سباق الانتخابات، بينما قد يرى طرف آخر أن المرشح السعودي يمكن أن يكون حلا وسطا ومرشحا عربيا بديلا عن المرشحين السابقين.
لكن المرشحين الثلاثة قد يتمسكون برغبتهم في الترشيح وهذا حق مكتسب لكل واحد منهم، على امل أن تفرز الديمقراطية فائزا واحدا في نهاية الامر، بيد أن الواقع يقول أن المرشح الصيني سيلعب على ورقة الخلاف العربي وانقسام أصوات 12 دولة عربية بين المرشحين الثلاثة او المرشحين الاثنين، ومن ثم يستفيد من رغبة بعض الدول الآسيوية بإيقاف "الهيمنة العربية" على منصب رئيس الاتحاد الآسيوي.