13-02-2013 04:04 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
اسرار خير الاخلاص لله تعالى في العبادة والأعمال والعلاقات وجميع امور الحياة لا تتحقق إلا من خلال الايمان الحقيقي بالله والتوصل لدرجة الاحسان (الشعور بمراقبة الله في السر والعلانية ومحاسبة النفس) اذ ان اي عمل لا يقبل ولا يصلح وان كان قد بدى ظاهره صالحا إلا اذا كان لوجه الله تعالى , كونه لن يتجاوز حب وتفاخر وطمع ومصالح الذات والخوف عليها , اذ ان النفس بدون حقيقة الايمان بالله وهدايته تأمر صاحبها في غفلته وضلالته وكفره بالسوء التي ترهقه و تدمره , وتفكك كل انواع الترابط والعلاقات مهما بلغت درجتها كون الانانية هي من طباع النفس وقابليتها لإغواء الشيطان .........
الاخلاص لله هو احسان الانسان لنفسه براحتها وبطمأنتها وبشفائها من خلال تواضعها وقناعتها ويقينها ورضاها اذ ان الله تعالى لا يكلف النفس إلا وسعها , وهو الواقي والعلاج الشافي لأكثر الامراض النفسية عند الانسان عندما يحب ويكره لله ويعطي ويمنع لله , والإخلاص هو احسان الانسان لنفسه من خلال احسانه للآخرين بالحب والخوف عليهم والتجاوز عن اخطائهم والتي تلين القلوب فليس للاحسان جزاء إلا الاحسان , والإخلاص هو احسان الانسان لنفسه عندما يصبح قدوة وداعية لله فيصبح الانسان عبارة عن امة من خلال الرحمة التي توصله لحب الله تعالى واستجابة دعائه ومن ثم حب عباد الله له قال الله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)......
احبتي في الله كم من كرامة وعزة فقدها الانسان عندما لم يرجوها من خلال الاخلاص لله ,وكم من علاقات زوجية وعائلية لم يحالفها النجاح ومهددة بالفشل والتفكك لأنها لم تراعي الاخلاص لله بإتباع المودة والرحمة والصبر الذي امر الله تعالى به ,وكم من انسان كفر وضل وجهل عندما اصبح الاخلاص كلمة تقال للإنسان بينما الاخلاص لله في طاعته التي ينعكس خيرها على حياة الناس .قال الله تعالى(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( 82 ) إلا عبادك منهم المخلصين ( 83 ) قال فالحق والحق أقول ( 84 ) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين).