14-02-2013 04:23 PM
بقلم : نرمين الفناطسة
من وحي الواقع ... ومن رحم المعاناة ... طفلة تفترش باب خيمة تأويها وإخوتها الصغار ، ترسم برائتها على دفتر يكاد يكون ممتلئاً تبحث فيه باجتهاد ، وتقلّب أوراقه ؛ علّها تجد رقعة بيضاء ؛ لترسم عليه أحلامها ، لترسم معاناتها في بلاد الشتات ، ترسم على صفحتها البرد .. ترسم الخوف .. ترسم الجوع .. التشرد .. ترسم دعاء .. ترسم باحثةً عن وطن يأويها ، ترسم أباً غادرها منذ شهور عائداً إلى وطنه... ؛ بحثاً عن بقايا أُسرته ... ترجوه أن يعود لها سالماً تُخاطبه قائلة : "سأنتظرك لتعود .. حتماً ستعود .. من أجلي ستعود .." دعاء إحدى ضحايا التشرد، بسبب الحروب لم يكن في بال دعاء أنها ستحرم من برائتها ، من منزلها الآمن الذي قُصف بصاروخ لعين ، لم يكن في بالها أن تُحرم من طفولتها البريئة .. من حياتها الهانئة .
وهاهو لسان حالها يقول : " أين الموت منّي ..؟! أين الموت منّي ..؟! فالمرض فتك بجسدها الصغير نتيجة للبرد والماء الملوث وسوء التغذية ، وبعد شهور ... وفي ليل .. عاصف ..ماطر غاضب .. صرخت دعاء بفؤاد منفطر..! سكنت دعاء .. خرجت روح دعاء .. ماتت دعاء .. ماتت دعاء ..؟!.