حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35956

من باع كرسي العرش

من باع كرسي العرش

من باع كرسي العرش

16-02-2013 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عواد النواصرة

في البداية اسمحوا لي أن أوجه تحية إلى سعادة النائب احمد الهميسات والذي وجه سؤالا نيابيا للحكومة في غاية الخطورة، وطلب فيه الكشف عن الشخص الذي قام ببيع كرسي العرش الذي كان في مبنى مجلس الأمة السابق الواقع في منطقة جبل عمان الدوار الثاني. ويا له من سؤال أدهش الكثير بما يحتويه من أبعاد ثقافية، وتاريخية، وحضارية، إضافة إلى البعد السياسي. هل وصل الاستهتار والإهمال في الحكومات الأردنية إلى هذا الحد؟ وهل من المعقول أن يباع كرسي العرش الذي اقسم عليه ملوك الأردن (الملك عبدالله الأول والملك طلال والملك الحسين) رحمهم الله اليمين الدستورية. والأمر المحير الآخر هي قيمة الكرسي حيث بيع بمبلغ 60 دينارا. وأين تم بيعه في سوق الحرامية بوسط عمان سقف السيل أو كما يطلق عليه. انه أمر مخز ومحزن في نفس الوقت ونحن نسمع عن سيارة لأحد الممثلين (جيمس بوند) بيعت بمبلغ 3 ملاين جنيه إسترليني وهي بالمناسبة مصنوعة عام 1960م . إضافة إلى أن الثوب القطني ذو اللونين الأزرق والأبيض، الذي كانت ترتديه الممثلة جودي غارلاند في فيلم "ساحر أوز" بيع بمبلغ 480 ألف دولار أميركي. ألا نخجل من أنفسنا (الكلام موجه إلى المسؤول عن هذا الأمر) ونحن نسمع عن أشياء تافهة لأحد الممثلين أو الرسامين وقد بيعت بأضعاف مبلغ كرسي العرش.
أين وزارة الثقافة وهل أصبح عملها مقصورا على الرقص والغناء أم هل أصبحت جمعية خيرية ذات عمل تطوعي لا حول لها ولا قوة. وأين أمانة عمان؟ وأين المكتبة الوطنية؟ وأين وأين؟
صحيح أن هنالك اختلاف في الأردن بوجهات النظر حول الإصلاحات السياسية والانتخابات وبعض القوانين ولكن نحن في النهاية أردنيين لا نختلف على إرثنا الحضاري ومقدراتنا الوطنية، وبالطبع كرسي بمكانة كرسي العرش الهاشمي يجب أن لا يقدر بثمن. فلماذا لا يتم وضعه في ساحات أحد المتاحف الأردنية أو حتى في مدخل صرح الشهيد ليذكرنا بتاريخ هذا الوطن وقصة حضارته بدل أن يترك إلى أن وصل به الحد أن يلقى بمكان كهذا. من المسؤول عن هذه الغلطة والتي أعتبرها جريمة بحق الوطن يجب أن لا تمر بدون عقاب أو مساءلة، وقد لفت نظري بعض العبارات التي وردت في إحدى الصحف المحلية وهي : أكدت المصادر إن أجهزة الدولة استنفرت بحثا عن الكرسي في مختلف أنحاء العاصمة وركزت في بحثها على منطقة وسط البلد، لتجده معروضا في محلات بيع الأثاث. كيف وصل الكرسي إلى وسط البلد هل كانت له أقدام لا نراها حتى وصل إلى وسط البلد، أم انه استمرار لسلسلة الفساد المتفشي بهذا البلد؟ . حفظ الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك المفدى.








طباعة
  • المشاهدات: 35956
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم