16-02-2013 11:41 AM
بقلم : راشد قطيشات
لن أناقش كثيراً هذه المشكلة، بل أكتفي بتوضيح بسيط لمعناها،وكما يعلم الجميع فهنالك أمور لا تحتاج لتعمق لتنكشف كم هي طريفة ومضحكة.
الأربيزي أو العنقليزي أو لغة ال chat أو... كلها مصطلحات تدل على الأسلوب الجديد في الكتابة والتواصل بين كثير من شباب العرب الحضاريين (كما يعتقدون)،وأعني هنا بشكل خاص من يدينون بالأسلام ديناً ،حيث تتراوح أعمار الغالبية العظمى منهم (الأربيزيون) بين السادسة عشرة والعشرين ؛ويعتمد فهم هذه اللغة على ثلاثة متطلبات رئيسية،وهي: أولاً:معرفة بأحرف اللغة الأنجليزية، ثانياً:القدرة على ربط الحروف الأنجليزية كمفهوم عربي، ثالثاً:خبرة بدلالات الأرقام الرياضية عربياً، فعلى سبيل المثال:عندما أراد أحد الأصدقاء المقربين بعد أن أرسلت إليه طُرفة أعلامي بأنه مشغول قال:(26la3 mn rasi) وترجمتها عربياً (أطلع من رأسي)! وقد اختلف أصحاب هذا الذوق في وقت ومكان اكتشافها وذهب جمهورهم على أنها في العاصمة الأردنية عمان في الفترة ما بين 2010-2011 قبل ميلاد المسيح –عليه السلام-
نعم،هذا هو الواقع الصعب الذي كب بعض الشباب نفسه فيه بغض النظر عن الأسباب الدقيقة وراء ذلك ولكن لعل من أهم الأسباب تلك المبادئ الخاطئة التي توهمنا بها وتسللت إلى رؤوسنا بسبب الجو المكهرب دون أن ينتبه لذلك طرف،أو يستيقظ له حس فوطئنا بذلك على هذا الوتر الحساس (اللغة العربية) التي هي ليست مجرد طريقة للتواصل أو إنتاج الأفلام التي يجمّل بها حديث الممثلين كما يعتقد بعضهم، بل هي الهوية التي تربطنا بالدين،فلا يوجد بلد أو شعب في العالم له تراث وعراقة ولغة تقدم العربية التي لا تزال تحمل الجمال والذوق في الوصف والمعنى إلى يومنا هذا مع تطور كل شيء.
فلماذا نخبئ أنفسنا وراء مخبئ شفاف يصعب تضليله على مغفل أو أبله أجنبي، وانطلى على بعض شباب بني جلدتنا في وقت حمل فيه معظم الآخرين همّ الأصلاح ؟
وهل من المعقول أن نتساهل فيها أم نصونها عن كل التفاهات ونرفع شأنها بيننا ؟
فأعتقد بأن هذه قضيتنا وهمنا جميعاً لذلك يجب أن نحترم أنفسنا ولا نتهاون في إدراجها مع وسائل تحقيق الموضة والمباهاة وإلا فسيحكم علينا بالضياع (أذا فقدت هويتك فافعل ما تشاء)،وسيأتي يوم يقال لنا كما يقولون:" اكذبوا ثم اكذبوا حتى تصدقوا أنفسكم ".
وإن كان ولا بد من أخذ طعم البلادة ضد المصلحة العامة فأعتقد أنه يلزم على المعلمين والدعاة لأي رسالة سامية أن يجتمعوا كي يفسحوا المجال لوضع خطة لبرمجة كل شيء فيه فائدة لهؤلاء (الأربيزيون) بما في ذلك القرآن الكريم فما المانع بأن نُجمِل ما فيه من معانٍ وقيم بالأربيزي لعل وعسى أن تصلهم بدل أن يعقوها فتندثر كما دثّروا اللغة.