18-02-2013 09:45 AM
بقلم : د. معن سعيد
عهد جديد في المملكة الاردنية الهاشمية يبدأ غداً بتكليف رئيس الديوان الملكي إجراء مشاورات مع اعضاء البرلمان الجديد في سبيل اختيار رئيس الوزراء المقبل. ولم يعهد الاردن هذه الطريقة في اختيار رئيس الوزراء منذ خمسينات القرن الماضي حيث كان الملك هو الذي يعين رئيس الوزراء حسب ما يراه مناسباً. وتاتي الطريقة الجديدة على طريق الاصلاح الذي يطالب به الشعب منذ بداية عهد "الربيع العربي" وبعد مسيرات اسبوعية أصبحت جزءا من ثقافتنا الجديدة.
ما يحدث الآن هو نوع من رمي الكرة في ملعب "الخصم" لأن الشعب من الآن وصاعداً هو الذي سيحكم, فهو الذي اختار المجلس النيابي, والمجلس النيابي هو الذي سيختار الرئيس.. وسنرى بعد ذلك كيف سيتصرف رئيس الوزراء (المنتخب) وكيف سيقود هذا الرجل دفة السفينة في بحر شديد العواصف؟؟.. ومع انني اتمنى أن تأتي هذه الخطوات بوضع (معيشي) أفضل لجميع الاردنيين, إلا أن الأمور على الأغلب لن تكون بأحسن مما كانت سابقاً, وذلك طبعا لسبب بسيط وهو أن كثيراً من المفاهيم يجب أن تتغير بداية عند الشعب حتى تتغير الأمور عند الدولة ورجالاتها...
لا بد أن الشعب (وهذا طبيعي) يحلم بدولة يسود فيها العدل الإجتماعي ويسود فيها القانون وتعم المساواة بين أفراد الشعب, ويحصل كل ذي حق على حقه بدون واسطة أو رشوة أو محاباة.. وهذا كله طبعا اصبح من احلام الماضي, فقد انتخب معظم الناس مجلسهم الذي سيأتي منه الرئيس على اسس عشائرية صرفة متمنين أن يحصل المرشح الذي انتخبوه على العضوية من أجل ان يساعدهم مستقبلاً.. وحالما يحصل الرئيس على التكليف ويبدأ في مشاوراته لتعيين الوزراء ستصبح الجهوية والعشائرية والمناطقية والدين والأصل هي مقاييسه من أجل تعيين وزرائه, فكيف وهذا هو الأساس سننتظر خيراً من المستقبل؟!!...
لا أظن أن الاردنيين يجب عليهم أن ينتظروا أن تبيض لهم الدجاجة ذهباً, بل عليهم أن يبحثوا عمن يشتري ذهبهم من أجل ان يحصلوا على البيض, والله الموفق...