21-02-2013 05:24 PM
بقلم : فيصل البقور
في كل دول العالم وعلى مر العصور ، كانت عواصم البلدان يقطنها اهلها وربما بعض سكان المناطق الاخرى اللاهثون وراء الحياة ، الاقتصادية او غيرها او الهاربون من العوز او الهاربون من ثارات الحياة بكل انواعها ، وكما هو معروف يبقى الهاربون في حالة من الخوف والترقب حفاظا على حياتهم ، الا في عاصمتنا الحبيبة فكل البلاوي والمصايب
جاءت من الذين احترفوا الحياة في عمان ، وفي بادئ الامر كانوا نبت شيطاني لم يلاحظه فلاحوا الارض فنما وكبر في مستنقعات الفكر السادي الذي لا يرى الا نفسه ولا يحب الا ذاته ، واختبأوا فترات طويلة حتى اشتد عودهم وبالتالي ظهرت اشواكهم السامة عيانا ، واصبحوا يتطاولوا بسموهم على زروع عمان وفاكهتها وزرعها الثابت ، فتبدلت اوراقها الخضراء واصبحت ( هشيما تذروه الرياح ) ، ارهقوك يا عمان واتعبوك وغدوت بفعلهم ملاذا للأشرار ومكانا لفجّار العصر ، والمتخمين على اختلاف صنوف التخمة .
وبدل ان تعصمهم عن الخطأ والزيف اصبحوا يستسهلون الذنوب والخطايا على ترابك ، واكثر من ذلك اصبحت شوارعك تكتظ بأشكال والوان لبشر ما عرفوك وما حبوك كما هو حال ( حرّاثوك ) ، وكثرت حراكاتك ومظاهراتك واعتصاماتك ، وباتت شوارعك مغطاة بأنات متعبي الوطن من هنا وهناك ، ومع كثرة ساهروك كثر ايضا فقر وعوز اهلك ومحبوك.
عمان صديقة اباءنا واجدادنا لو يبقى لأحفادهم مكان ، لأكل شندويشة فلافل ، او وقفة قصيرة لشرب ( كاسة شاي ) ومع اغتراب الاردني حتى في بيته وبين اولاده الا ان غربته التي يعاني منها اكثر هو عندما يدخل الى عاصمة الهاشميين والاردنيين ، فمن لك بعد الله يا عمان ،كيف استطاعوا ان يبعثروا احلام اطفالك وصباياك ، وامن شيوخك ونساءك ، هم من يتحمل كامل المسؤولية عن احساسات الناس وعدم ثقتهم التي طالت كل شيء هم المسؤولين عن عدم مقدرتنا المالية في شراء كعك اطفالنا وقهوة شيوخنا وعن هدم افراحنا الحقة بالعيش بأمان .
من اين لنا عمان اخرى ، بعدما قيض الاشرار انفسهم الولاة علينا بعدما خانوا ثقة الهاشميين ، من اين لنا شوارع نمشي بها وازقة صغيرة يملأها الضحك والصداقة ، سيارات فارهة بنايات صارخة واسرار فاضحة ، غيروا التراب بالحديد واستبدلوا الماء بالصديد واناخوا مطاياهم على مكان بيادرنا نحن تعبنا وهم استراحوا .
لا اعلم ما المشكلة مع عواصم الدول العربية ولما يجب عليها ان تدفع الثمن اولا واخيرا ، كنت اتمنى ان يكون هنالك عواصم للخراب لمثل هؤلاء ومساحات لنعيقهم ، وجبال تمنعهم من الوصول الى براءتنا فيبقوا هم يتكاثرون ويأكلون لحم بعضهم احياء واموات ، وتبقى تذهب دوما الى عمان بدون ان تشعر انك خارج الدنيا وانك مسروق منك حتى عاصمتك ....
لك الله يا عمان