21-02-2013 05:38 PM
بقلم : محمود العايد
بما لم يبقى بيت في الشرق والغرب إلا سمع به ، وربما لم يبقى طفل رضيع أو حاكم وضيع إلا علم بقصته ، وربما لم يبقى قائد جيش أو صاحب رتبه إلا ورأى وجهه ، وربما لم تبقى ورقة مندثرة ، ولا حجرة متعثرة ، ولا رمال مبعثره إلا بكت عليه ، وربما سمعنا وتأثرنا ، ثم طبخنا وأكلنا ، ماذا تعني إرادة هذا الرجل أمام المحتل ؟ وما قيمة الجيوش إذا لم تدافع عن أسير ينتهك ، ومسجد يغتصب ، ورجال تعذب ، وأطفال تيتم ، ونساء ترمل ؟ وهل الصهاينة يحسبون لحاكمنا وجيوشنا حسابا ؟ وربما إرادة سامر ذلك الأسير ، وعظامه البارزة ، وجسمه النحيل يخيف الصهاينة أكثر من كل القيادات والرتب ؟ هل حكامنا منا ...؟ وماذا يعني أن يقيد الصهاينة أسير من شدة إضرابه أصبحت عيناه لهما جحور ؟ وماذا يعني أن تتصارع القوى السياسية هنا وهناك على كرسي الحكم ، والأقصى يغتصب ، والأسرى ينتهكون ...، سامر بصمودك ضربت لنا أروع الامثله ، ولقنت الحكام ، وأصحاب الرتب دروسا لا يفهمونها لأنهم أسرى ، سامر أنت طليق بكرامتك وعزتك وشموخك وكبريائك ، وهم أسرى وأن سكنوا القصور ، وأكلوا اللحوم ، وشربوا من حوض النيل ، وإن لعبوا وضحكوا فهم أسرى وعبيد ، وأنت حر طليق ، فهم يا سامر يعرفون أنك حر ، وهم عبيد ، لكنهم رضوا بالعبودية للصها ينه ، والغرب الحقير ، وجهزوا جيوشا تدافع عن شخوصهم ، لكنها حتما يا سامر ستزول ، اصمد يا سامر فخلفك شعوب ما زلت تستيقظ ، وأخرى في المخاض ، لكنها حتما ستحرر الأقصى والأسرى ، وتدوس على العبيد ، ولكن صبرا يا سامر أنت ورفاقك فإن موعدكم الجنة ، وموعد العبيد النار