بقلم : د. رضوان محمد بطيحة
ربما معظم الناس يعرف "أبو اللبيد"، أو قد يسمى اسما آخر عند البعض، فهو مصطلح يستخدم في اللهجة العامية في محافظة اربد ليرمز لثقيل الظل الذي يأتي للإنسان و هو نائم فيجثو على صدره و يكتم أنفاسه و يسود الإعتقاد بأنه يأتي للإنسان المثقل بالذنوب.

هذا الزائر عندما يجثو على صدر الإنسان و هو نائم يحبس أنفاسه. فيحاول الإنسان الحراك دون جدوى ثم يحاول الصراخ و الاستنجاد و الكلام فلا أحد يسمعه و هو يظن أنه سيرحل إذا صرخ و لكن كأنما يكون الانسان محول إلى وضع الصامت.

فالحكومات مثل "أبو اللبيد"،فكل واحدة منها تجثو بل تجثم على أنفاس المواطنين فهي ثقيلة الظلٍ بقراراتها و قوانينها بل و مدة استمرارها جاثمة على أنفاس المواطنين أطول. و النائم هو المواطن، و محاولة الحراك هي المظاهرات و الاعتصامات التي تقمع أو لا تجد استجابة. و محاولة الكلام هو الإعلام الحر و المقالات التي تكتب و تقال لكي تجد لها اذنا صاغية ولكن لا يوجد من يسمع أو يقرأ أو يرد ردا شفافا على كثير من التساؤلات. إنني أستذكر هنا قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
و لو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد

فردودهم باهتة مثلهم، بل هم يناقضون أنفسهم فمن جهة يريدون زيادة سعادات النواب خمسمائة دينار دفعة واحدة لتصبح مرتباتهم 3500 دينار أردني لنائب خدمته يوم واحد، و هو راتب لا يحلم به موظف أو مدير خدم في دوائرها أكثر من ثلاثين سنة. ومن جهة أخرى يخاطبون الشعب و يقنعونه بسياسات التقشف و شد الحزام على البطون.

و أخيرا فإن رئيس وزراء انجلترا وينستون تشرشل و كان ضخم الجثة سمينا رأى بيرنارد شو و قد كان نحيفا فقال له : أن من رآك يا شو يظن أن في انجلترا مجاعة
فأجابه شو على الفور : ومن يراك يعرف سبب هذه المجاعة.
و الآن كلنا يعرف السبب الرئيسي للمجاعة في الأردن.