حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22767

اختيار الحكومة .. وتحمل المسئولية ! ..

اختيار الحكومة .. وتحمل المسئولية ! ..

اختيار الحكومة .. وتحمل المسئولية ! ..

24-02-2013 01:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي حسن المومني
تجري ألان مفاوضات ونقاشات بين الكتل النيابية في مجلس النواب للتوافق على رئيس للحكومة القادمة ، وهي التجربة الأولى لمجلس النواب لاختيار هذا الرئيس ، ومن الطبيعي أن يختلف النواب في اختياراتهم ، هل يختارون شخص الرئيس وبالاسم ؟ ..أم يختارون صفاته والبرنامج الذي يعتزم تطبيقه ؟!!..
وإذا كان هذا النهج الجديد مختلفا عن الأسلوب القديم في اختيار الرؤساء ، فان اختيار البرنامج الذي يعتزم الرئيس تطبيقه أولى أن يؤخذ به ، وترشيح النواب لمن يقدم برنامجا ينقذ البلد من المحسوبية والفساد والتردي الاقتصادي والمديونية والبطالة ويعالج التضخم وارتفاع الأسعار ، وتعديل الدستور والقوانين الأخرى المطلوبة وباقي المطالب الشعبية ، فيكون هو البطل المرتقب ، وهو المخلّص الذي سينقذنا من الاضطرابات و الويلات المرتقبة ، ويوفر علينا الوقت والجهد والتضحيات !..

وحتى الآن فان الكتل التي قابلت رئيس الديوان الملكي لم تحدد اسما معينا لرئاسة الحكومة وإنما حددت مواصفات للرئيس القادم وبرنامجه العملي المنتظر !..والسبب في عدم تسمية الرئيس القادم : هو عدم نجاح كتل حزبية تتبنى موقفا ثابتا ، وعدم تجذر العمل الحزبي في تشكيل الكتل ، وكذلك عدم وجود رئيس كتله مؤهل للرئاسة تتبناه المجموعة التي فازت معه ويحصل على ثقة أكثرية النواب ، وهذا الوضع يمنح صاحب القرار سـلطة وحرية واسعة في اختيار الرئيس القادم بعد المشاورات ..
وما دامت المشاورات شكلية بدون فرس رهان يتبناه المجلس ويتحمل مسئولية هذا التبني ، فربما كان من الأفضل لو ترك الاختيار للملك ابتداء في هذه المرحلة حتى تتضح الأمور و تستقر الأحوال وتنضج التجربة !..وان كان ذلك لا يعفي مجلس النواب من المسئولية في اعتماد الرئيس المكلف إذا كان مختلفاً في برامجه عما لديهم من برامج ، ففي يد المجلس منح الثقة للرئيس أو حجبها عنه !..

غير أن المؤشرات الأولية في التعيينات السياسية لا تقودنا إلى التفاؤل ، ونحن نرى أن من يطفو على السطح هم من نفس العلبة القديمة التي تسلمت سابقا السلطة ولم تسهم في إصلاح البلد وإنقاذه ، لا بل على العكس ازدادت المديونية وتفاقم الفساد وعمت المحسوبية !..
ويكون الأمر مأساويا إذا جاء الرئيس المكلف من نفس العلبة القديمة التي غاصت بالفساد حتى أذنيها !..ولم تسهم بالإصلاح في يوم من الأيام !..واستثني من هذه العلبة (الخصاونة والنسور )..فيكون مكتوب علينا أن ندفع ضريبة الصبر شقاء وتضحيات ، مع استمرار المظاهرات والمسيرات وربما الصدامات ، حتى تصوب الأمور وتستقيم الأحوال !..

وعلى أي حال فان الرئيس القادم سواء كان من العلبة القديمة أم جديدا باختيار النواب فاعتقادي انه لن يستطيع إنقاذ البلد مما هو فيه !.. أولا : لضخامة المشكلات والقضايا التي تواجهه .وثانيا : لو حاول أن ينجح فان هناك قوى خفية لا تريد له النجاح! ..فلديها أجندة مرسومة معينة ، تحارب كل إصلاح لتبقى مسيطرة على الأوضاع في الوطن وتسوسه وفقا لهواها ، وما درت أن الأجيال والأفكار تغيرت ، والبلد يسير من سيء إلى أسوأ في ظل هذا التوجيه وتلك السياسة !..

وربما بعد مشاورات شكلية طويلة لاختيار الحكومة يخرج الدخان الأبيض ويعتمد الرئيس ، وسواء كانت الحكومة بتزكية النواب أو باختيار الديوان ، لن ترضي جميع الناس ولن تحل جميع المشكلات ، وربما يتزايد الغضب عليها ، عندها سيقال هذا ما جنته أيديكم : انتم انتخبتم مجلس النواب وهو الذي اختار الحكومة ، فعليكم أن تتحملوا نتيجة اختياركم الفاشل !..ويكون اختيار مجلس النواب للرئيس شماعة يعلق عليها فشل الحكومة !..
وأتمنى لو برز احدهم وتعهد بإصلاح الأوضاع ونجح ، لنضعه فوق رؤوسنا ، ونبني له تاريخا أفضل من المال والسلطة والجاه ، ونصنع له تمثالا اكبر من تمثال الحرية !..

ولكنني الآن أخشى أن يحمّل مجلس النواب في تجربته الجديدة واختياره لرئيس الحكومة مسئولية فشل الرئيس القادم ، وبالتالي يتحملها مجموع المواطنين الذين اختاروا مجلس النواب !.. فتجهض التجربة وتفشل الفكرة، وتنتصر قوى الظلام ويموت الأمل في التغيير! ..
ولم نعد نحتمل التجارب ولا التدريب!..ولا العودة إلى بداية المشوار والمربع الاول !.. مظاهرات ومطالبات وشعارات فوق السقف وتحته ، صدامات وتخريب للوطن ومنشئاته.. ! ولا يعرف أحدا ما هي النتائج وما هو المصير !..








طباعة
  • المشاهدات: 22767
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم