24-02-2013 02:06 PM
بقلم : محمد الوشاح
دعوة مفتوحة لكل أردني وعربي لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في شمال البلاد ليرى بأم عينيه معاناة السلطات الاردنية هناك في مواجهة تدفق الأشقاء الفارين من بلادهم طلبا للأمن والأمان وليشاهد عمليات تأمين نقلهم من الحدود وتوفير الرعاية الكاملة لهم من اسعاف ومأوى ومأكل وغير ذلك .. فقد زرت خلال الأيام الماضية عددا من تلك المخيمات وتجولت في أركانها حيث تستعد الحكومة لزيادة عددها الى 6 مخيمات , والزائر الى هناك يصطدم بالواقع المرير ويتخيل نفسه لو فرض عليه كفالة 3 عائلات بكامل أفرادها في بيته على مدار الساعة كيف سيكون حاله ان لم يقف أحد الى جانبه ويساعده في علاجهم وتأمين معيشة أطفاهم ونسائهم وكبارهم .. والحديث عن مساعدات عربية وأممية مبالغ فيه وهي لا تزيد حتى الآن مجرد شحنة جاكيتات قياس واحد ومعلبات حمص وفول وكرفان ناقص التجهيزات وموتور كهرباء لا يرافقه طير طائر وشنطات مدرسية من غير قلم ولا دفتر ولا تكاليف معلم ومعلمة وجميعها لا تسقي ولا تطعم ولا تسمن ولا تغني من جوع .. في الوقت الذي تقوم به قنواتهم الفضائية بتغطية وصول مساعداتهم المبتورة وتجري مقابلات مع عدد من السوريين ممن وزعت عليهم المساعدات ليكيل اللاجئون المديح والثناء لدولهم وقادتهم .. المانحون في الكويت قرروا للأسف تخصيص مليار ونصف المليار دولار لهيئات الامم المتحدة وليس للحكومات لدعم اللاجئين السوريين ولم يصل للاردن منها حتى الآن دولار واحد ..
علما ان الكلفة الحالية لاستضافة السوريين في الاردن للعام الحالي تبلغ مليار دولار منها 489 مليون دولار هي تكاليف مباشرة تتحملها الخزينة الاردنية مقابل فقط خدمات أساسية تقدم في قطاعات الصحة والتعليم والمياه والطاقة بالاضافة الى كلف الدعم للمواد الأولية .. وللعلم ولغاية أواخر العام الماضي وصل إلى المملكة اكثر من 330 ألف سوري غالبيتهم من النساء والأطفال موزعين في المخيمات وفي المدن والقرى الأردنية في حين شهد كانون الثاني 2013 موجات لجوء كبيرة وصلت إلى حوالي ألفي مواطن سوري يوميا ويتوقع أن يزيد عدد السوريين في الفترة القادمة وإذا ما استمر هذا المعدل مع استمرار تفاقم الأوضاع في سوريا فمن الممكن أن يصل الحدود الأردنية خلال العام 2013 حوالي 700 ألف سوري لتتضاعف كلفتهم على الخزينة الاردنية الى ملياري دولار .. وهذه حقائق أنقلها بمجملها من أرض الواقع حيث لا تستطيع الدولة الاردنية أن تتخلى عن واجبها الانساني ازاء الأشقاء ساعة واحدة والله المستعان .