27-02-2013 01:29 PM
بقلم : نسرين لطفي
جلجامش لمن لا يعرفه أسطورة تاريخية إختلف العلماء على حقيقتها إلى أن أثبتت الإكتشافات الأثرية الحديثة وجوده بالفعل ، هو أحد حكام مملكة سومر عاش في القرن 26 قبل الميلاد وتقول الأسطورة انه كان ظالما إلى أن يظهر وحش يدعى انكيدو يعاديه وبعد معركة ينتصر بها جلجامش يصبحا صديقين مقربيين ويذهبان في رحلة البحث عن الخلود ، وينتهي بهما المطاف الى المعرفة الواسعة ليكتشف أن الخلود يتحقق بالأعمال لا بالأعمار .
وهاهو بعدما أصبح رجل صنع ثراءه بالمعرفة تسميه الكتل الوطنية ليحترف بأعماله كرئيس وزراء أردني وسط الأمواج العاتية للمشاورات والديمقراطية الجديده . هو رجل المهمات الصعبة ذو أصول تاريخية محترمة ومحترفة بقيادة مرحلة اقتصادية بعيدا عن بوابة الأحلام والأرقام الوهمية .
ويعد ذلك الفتى المتقد معرفة وتوحشا إسما جديدا على مسامع المواطنين ، يحمل في طياته دعاية للقفزة النوعية للمرحلة المقبلة ، وهناك إشاعة عن أولى تصريحاته يقول بها أنه لن يحتاج أي مواطن لفنجان قهوة في الصباح يطالع فيه حظه ، وسيكون هناك أبواب لكل مواطن بحيث يختار باب مستقبله وكرسي مكتبه بدون أن يمتلك اسم ضارب في جذور شجرة عائلية .
وتتحدث إشاعة أخرى أنه لن يجلس على كرسي فساحة المعركة ستحتاج معرفته بالأعمال لا معرفته بالغليون والظهور التلفزيوني والتصريحات المزينة بالورود ، هو مشغول في أن يمنح بوصلة تأمين على جيب المواطن وربما على فكره ، سيتقاسم معنا نشوة النصر فهو رجل مفلس سويسريا وغني فكريا يدرك تماما قيمة المنصب لا ثمنه ، مطامعه هشة وأعماله قوية وكلماته بخيلة لا يعترف إلا بالعمل لأنه خاض معركة شرسة وقفز فوق الدستور واختاره 150 ممثلا في مسرح البرلمان الأردني .
إذن هيا نمنح أحلامنا قليلا من السخاء ربما لن نواصل اللهاث كل صباح
كي ند فع فاتورة حياتنا كفقراء تحت خط الفقر فجلجامش قادم .