27-02-2013 01:51 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
رأيته متلهف , أمام بائع ورق اليانصيب وقد بلغ من العمر عتيا ...
همست بداخلي و أنا اشق طريق السفر الى حيث أفكر ترى هل يحتاج بمثل هذا العمر ورقة يا نصيب ...
أسئله حاورتني الحاله ...
ماذا بقي من العمر لكي يبحث عن احلام من ورقة اليانصيب ...
وهل يحلم كما تحلم هذه الوجوه المختلفه بالبحث عن شيء يثري مسيرة الحياه ... بسياره ومنزل وعروس , وأحيان كتاب ومقعد جامعي ...
أم انه يحلم بالذهاب الى النفير الأبيض .. وصوت المآذن المنبعث من بطاح مكه الجميله بنفوس كل من زارها ....وتبلسم على شفاه ارضها ولمس بأنامله جدارها وثوبها الداكن ...
أسئلتي أحرمتني متعة النظر في ذاك الذي مسك برجل ليقطعه الدرب وقد خرج لتوه من ميقات الصلاه ... يلملم احلامه برؤية عمان وضوءها الجميل والذي لا يعرف الأختباء خلف ضجيجها المملوء بعبارات ...
كنافة أيام زمان , طبخه على بالك , ركز معي بالطعميه , فلافل وبس ..
عدت اليه أردت أن ابعثر نفسه وأتحامق بأسئلتي كما أفعل بكتاباتي التي ليس لها متابع ...
مالذي يدفعك لأن تبحث عن اي رقم متاح للربح
لملمت مشاعري القرويه الجاثمة على قرى مطله على الفقر منذ زمن .. بعيد
ولملمت هندامي المبعثر بالصقيع الذي اكل من محمد سناجله عمر بالبحث والتجربه في احضان الفضاء الألكتروني ....
ومع ذلك يسكن دبي الخارقه بأصوات الدجتل ...
لن استفز نفسي مره اخرى بالحضور الى عمان والتفتيش بشوارعها عما يريني
كتاب لخنساء القديم واشعارها المارده ..
التي قال فيها حسان بن ثابت ما يثلج الصدر انها شاعره ملهمه ...
لن اسافر ... بكل ما يبعدني عن ضجيج قريتي المسكونه ...
بصوت الصباح المنتشي من فضاء الكون وتسبيحات الصباح من بين يدي عمي أبو اكرم
وطلعة مؤته الشجيه التي أسمع فيها صوت عبدالباسط ينعش ذاكره الناس القروين البسطاء ..
يا ريت انني لم اقرأ ارقام اليانصيب
وليتني ما زرعت وحشتي الحزينه على ابواب عمان ابحث فيها عن شيء غير معلوم
ليتني ...
وليتني امر على طريق الجنوب بلا احلام قرويه بسيطه راودتني وانا ابحث ايضاً عن جرافه وتراكتور ( لهاشم ) لعله يصبح ذات يوم متعهد !!
ربما !!