28-02-2013 09:52 AM
سرايا - سرايا - نشرت مجلة الجرس اللبنانية التقرير التالي:" بدأت الحكاية عندما جاء زميلنا المصوّر مذهولاً ومعه مجموعة صور التقطها بعدسته، في أحد مرابع بيروت الليلية، استغربنا الصور خصوصاً وأنّ «بطلها» نائب سابق في البرلمان المصري أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
من هو هاني سرور؟
هو ليس فقط عضواً في مجلس الشعب المصري (عن دائرة الأزبكية) بل واحدٌ من كبار رجال الأعمال، كان من مناصري الحزب الوطني، أي الحزب الحاكم قبل الثورة، ويمتلك شركة (هايدلينا ميديكال) للوازم الطبية.
متزوج وله ابنتان هايدي ولينا. هايدي هي زوجة النجم المصري كريم عبد العزيز.
تورّط في قضية أكياس الدم!
في العام 2007 ارتبط اسم نائب الأمة هاني سرور في قضية أكياس الدم الملوّث، وقرّرت محكمة جنايات القاهرة في أولى جلساتها حبسه بصفته رئيس مجلس إدارة شركة هايديلينا المتهمة بالتربّح والغش فى توريد أكياس الدم.
وبيّنت تحقيقات النيابة العامة أنها تلقت تقارير صادرة من 5 جهات مصرية بينها بنوك دم، حلّلت العيّنات، وأكّدت أنها مخالفة للمواصفات الصحيّة وتحتوي على شوائب وباكتيريا، وتؤدي إلى إصابة المريض بالفشل الكلوي والسرطان، وتفقد الدم مميزاته وخصائصه.
القرار الأوّل جاء بعدما طلبت النيابة العامة رفع الحصانة عن سرور لسماع أقواله، ثم قرّرت النيابة تحويله إلى المحاكمة الجنائيّة. لكن أنقذه تقرير لجنة يرأسها زميله محمد أبو العينين وهي لجنة مختصّة بالصناعة والطاقة والشؤون البيئية في مجلس الشعب، واعتبره التقرير غير مسؤول عن أخطاء «قد» ترتكبها مصانع وخطوط إنتاج شركة (هايديلينا)، وأكّد أن ما أُثير، أدَّى إلى انخفاض حجم التبرّع بالدم، ما يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي.
ونفت لجنة الصديق النائب أبو العينين، تسجيل أي حالة مرضية حادة، نتيجة تداول أكياس الدم المصنعة في (هايديلينا)، وأنّ المتخصصين أجمعوا على أنه لا يمكن أن يترتب على استخدام أكياس الدم هذه أي نقل لعدوى أو مرض.
نتيجة للتقرير والتقرير المضاد، شعر سرور بالإحباط، خصوصاً وأن الحزب الحاكم تخلّى عنه فاعتبر أن الحزب يضحّي به ليبيّض صفحته، وقرّر إعلان استقالته. إلاّ أنّ د. فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب آنذاك، تمكّن من إقناعه بالعدول عن قراره.
جلسات حامية.. موت قاضٍ
ثم.. براءة!
في العام 2008 أُحيل سرور إلى محكمة الجنايات وتحديداً إلى دائرة المستشار أحمد عزت العشماوي، المشهور بأحكامه الرادعة في قضايا الفساد، وبعد خمس جلسات وصفت بالحامية، غاب العشماوي عن الجلسة السادسة وأُسندت القضية لقاضٍ آخر. بعد ساعات تمّ الإعلان عن دخول عشماوي المستشفى وإصابته بغيبوبة تامة. وبعد أشهر قليلة توفي القاضي العشماوي، وسرت شائعات عن وجود شبهات جنائيّة في وفاته. وفي ذكرى أربعين القاضي العشماوي، طلبت العائلة من صحيفة (الأهرام) نشر نعي تعلوه الآية القرآنية الكريمة: (ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب)، ما اعتبر رسالة إلى مجرم أو مجرمين.
والمفارقة العجيبة أنه وبعد أيام، صدر قرار يُبرّئ سرور من التهم المنسوبة إليه، فقامت نيابة الأموال العليا بالطعن بالقرار، وتمّ النظر في القضية من جديد أمام محكمة النقض، لدى دائرة المستشار محمد قنصوي، الذي أمر بسجن سرور والمتهمين لفترات تتراوح بين 3 و5 سنوات. لكن تمَّ الطعن بالقرار مجدداً، فقُبل الطعن، وحكمت المحكمة بالبراءة، وفقاً لتشريع قانونيّ يستند على تعديل دستوريّ مفاجىء، يسمح لمحكمة النقض بتعديل العقوبات وإعلان البراءة.
وبعد..
هذا ما تيسّر لنا من معلومات عن عضو مجلس الشعب المصري «البريء»، بتقارير مقرِّرين، وسحر سحرة، وسلطة متسلّطين وجبابرة، في زمن سياسي انتفض الناس على فساده، وما يزالون في ثورة ضد ثورة، خوفاً من حكم أفسد!
في هذه الصور تتعرّفون على ممثل الشعب البريء أيام مبارك، وكيف يسهر في بيروت ومصر تعيش كل أنواع المخاضات.