حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27908

كابوس الخصخصة !!

كابوس الخصخصة !!

كابوس الخصخصة !!

28-02-2013 04:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. علي المستريحي
ليلة الأمس كانت ليلة مرعبة .. كنت فيها أثناء نومي كالأسير تقودني ليلتي من كابوس لتسلمني لكابوس .. زرت أماكن لم أزرها في حياتي .. عشت زمنا مرعبا لم أعشه في حياتي .. حتى أنني حلمت (أثناء حلمي!) بكابوس يعصفني !!

بدأتُ ليلتي طفلا شقيا يركض وراء ديك حبش جارنا "الدرويش" بين أعشاب "القُرّيس" الذي ينهش ركبتاي الطريتان ! أراهن أن يستدرجني الديك –صدفة وسذاجة- للمكان الذي يبيض فيه .. تماما كما أراهن على، وأنتظر حكومة هذه الأيام كي تبيض !!

ليلة الأمس كانت ليلة مرعبة .. عشت فيها رئيسا للحكومة المبجل المنتظر، تاجرا مُرّا مترفا متخما بما أملك وبما لا أملك ! فبعت –بالخصخصة- الزيت الصخري ومخزون اليورانيوم والغاز والسمن والدبس وحصتنا من البحر الميت ومزارع الغور كلها وطريق القطرانة – الكرك وساكب-جرش وأعمدة جرش و.. حاكورة جارنا "الدرويش" !! كما وبعت مسيرات الاصلاح يوم الجمعة في كل الأردن !! حتى أنني بعت فيها يوم الجمعة ذاته بكل مرفقاته من راحة الناس الى المساجد وخطبة الجمعة !! دخلت رؤوس الناس ذلك اليوم وعششت فيها وعثت فسادا فيها ونمت هانئا مطمئنا متربعا على عقولهم وآمالهم وأحلامهم وفوق فراشهم وتحت مخدتهم !!

وفي الليلة أيضا اشتريت الكازينو والفاكهة المسرطنة من غرب النهر، وسوق الحرامية في سقف السيل، ومسيرات البلطجة في عرض الأردن وطوله ! حتى أنني اشتريت أحلام الأطفال وضحكاتهم في قرية الألعاب "باربد مول"، وبعتها لمن والاني من أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة و.. لمن طبّل لي من كتّاب أعمدة الصحف وصفّق لي بالأرجل والأكفّ وحملني وأركبني على الأظهر والأكتف !!

عشت ليلة الأمس مترفا متخما بما جنيت .. كنت كلما خرجت من شباك الحكومة، عدت من أوسع أبوابها !! كدّست الأموال التي تكفيني العمر كلّه، وما بعد العمر كلّه .. تكفيني للمسافة الطويلة جدا من الليل الى الصباح !! ومع كل هذا، كانت ليلة الأمس ليلة كابوسية مرعبة !

حمدا لله أننا لا زلنا نملك صباح غدٍ لم (ولن) يتم خصخصته .. صباح غدٍ يمحو كوابيس ليالينا المرعبة بقطعة مطاط كممحاة الأطفال .. صباح غدٍ يبدأ بطبق من "الرصيع"، وآخر من الزيت والزعتر، افطارا مع الأطفال قبل مدرستهم يساوي الدنيا كلها بما امتلأت !!

لا يهمني بعد اليوم كوابيسي المرعبة ولا يمهني رئيس الحكومة المبجل باض أم لم يبض .. طالما أن العمر كله هو المسافة بين الليل والصبح .. وطالما أن كل صبح ينشق من رحم ليل عابر قصير حتى وإن استراح أوغفا أو نام وأطال النوم!!








طباعة
  • المشاهدات: 27908
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم