28-02-2013 04:53 PM
بقلم : اشرف صقر الكريميين
قال لي أحدهم يوما ما معنى الوطن ، صفه لي ، فأجبته مندهشا هل الوطن شي ملموس ، هو روح تتسلل لقلوبنا من غير أن نعلم ، الوطن هو روح تسكننا من غير أن نعي ، كيف اصف لك الوطن وهو النبض الذي يجعل من قلوبنا شمعة ؟! ، عذرا سيدي هل لك أن تسألني سوال اخر ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
وددت يومها لو سألني ترى كيف لهم أن يبيعوا وطن ؟، كيف لهم أن يعيثوا فيه فساد ؟ ، ترى هل يعلمون ان الوطن لن يجرحهم حتى لو أدموه ، ولكن لما كل هذا ؟، ترى أي طريق يسلكون وإلى أين هم يريدون الوصول ؟، هل هم لعبة بيد أحدهم يتحرك بهم كما لعبة الشطرنج ؟ ، ترى ألا يشعرون بأن شي غير صحيح يحدث ، ألا يعلمون اي فعل يقومون به ، قطعا لا : لأنهم لو كان كذلك لما وصل الى هنا ..
وهل لا تزال الصورة غير واضحة المعالم وهل لا يزال يخفى على البعض من أهلنا وأحبتنا أولئك الذين نذروا أنفسهم لسياسية الإعتراض والإعتراض فقط .
وهل تزال دوامة الإدعاءات مستمرة كالطوفان تحاول أن تجر الأردن نحو الهاوية ،ألا يكفي أولئك المدعون ما وجدوا من أهلنا في الأردن من وعي وحرص على مقدرات ووطننا الغالي .
أم أن المدعين والإدعاءات تسير نحو جعل الأردن مهبط للمخططات التي دعمت ، ولا تزال تدعم من الخارج ، وعندما نقول الخارج فالكل- وأنا أعني الكل - أصبحوا مدركا حجم العداء الذي يحاك للأردن ، حتى يغدو ضحية لمواقفه الوطنية ، وكما يغدو أمر الإعتراض سهلا عندما تصبح حرفة من لا حرفة له ، سوى الإعتراض، كيف لا وهو يجد من محاولات الآخرين لتجاوز الأوضاع وجبة دسمه من الإعتراضات التي تجعل من نجما سياسيا لامعا .
وكيف لا يكون الوطن هو الأغلى والأروع ، والكل يغدو في نسماته متأملا بالغد الأفضل، بالغد الذي نعمل فيه ، ولا نكتفي فقط بالإعتراض عليه ، وكم يكون الوضع أكثر ملائمه للواحد منا عندما يحاول حل المشكلة ، لا أن يكتفي فقط بطرحها ، هذا مع العلم أن إخواننا مع أني ارفض أن أسمهيهم هكذا ، لأن في التسمية نزع لصفة تجمعنا كلنا صفة الايمان فمن نحن ومن هم .
المهم أنهم يضخمونها ويجعلونها صعبة الحل ، حتى يغدو الغد ملبدا بالغيوم ، ولكن واقع الحال يأمل بانقشاع هذه الغيوم ، وكيف يكون الغد دون أن ندرك أننا الجزء المؤثرفيه ، وأننا الجزء الذي لا يكون الغد إلا به ، وكيف يكون أولئك الحاقدون تخفى عليهم هذه الحقيقة .
وتبدو للناظر أن القصة ليست كما تروى بل أن الراوي حتى يخفى على من يستمع إلى روايته جزء كبير من الأحداث ، ويجدون في الأردن الطبق الدسم للمرحلة القادمة .
ويبدو الراوي نفسه كاذب في طرح قصته ، يبدو غير مقتنع وغير واعي لأحداث تمر عليه ، وهو في سكرة الغفلة في بحثه عن جملة من الإعتراضات ، فلسانه أصبح حاله الإعتراض وفقط الإعتراض .
في ظل قيادة أدركت كيف تدار الازمة ، وكيف يكون الربان صلة الوصل في ظل العاصفة ، قادر على لم شمل السفينه وإعادة الأمور إلى صالح النجاة .
فدمت يا أردن أبا الحسين دوما لا يوما وحماك الله من كافة المخططات .